يقدر فصيام ثلاثة أيّام ، وسيجيئ تفصيلها وما يتعلَّق بها من الأحكام في كتاب الكفّارات إن شاء الله تعالى . ( مسألة 17 ) : الأيمان الصادقة كلَّها مكروهة سواء كانت على الماضي أو المستقبل ، وتتأكَّد الكراهة في الأوّل [1] ، ففي خبر الخزّاز عن مولانا الصادق ( عليه السّلام ) : « لا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين فإنّه يقول عزّ وجلّ - : « ولا تَجْعَلُوا الله عُرْضَةً لأَيْمانِكُمْ » ، وفي خبر ابن سنان عنه ( عليه السّلام ) : « اجتمع الحواريّون إلى عيسى على نبيّنا وآله وعليه السلام فقالوا : يا معلَّم الخير أرشدنا ، فقال لهم : إنّ موسى نبيّ الله أمركم أن لا تحلفوا بالله كاذبين وأنا آمركم أن لا تحلفوا بالله كاذبين ولا صادقين » . نعم لو قصد بها رفع مظلمة عن نفسه أو عن غيره من إخوانه جاز بلا كراهة ولو كذباً ، ففي خبر زرارة عن الباقر ( عليه السّلام ) : إنّا نمرّ بالمال على العشّارين فيطلبون منّا أن نحلف لهم ويخلَّون سبيلنا ولا يرضون منّا إلَّا بذلك ، فقال : « احلف لهم فهو أحلى من التمر والزبد » . بل ربّما تجب اليمين الكاذبة لدفع ظالم عن نفسه أو عرضه أو عن نفس مؤمن أو عرضه ، لكن إذا كان ملتفتاً إلى التورية ويحسنها ، فالأحوط لو لم يكن الأقوى [2] أن يورّي بأن يقصد باللفظ خلاف ظاهره من دون قرينة مفهمة . ( مسألة 18 ) : الأقوى أنّه يجوز الحلف بغير الله في الماضي والمستقبل وإن لم يترتّب على مخالفتها إثم ولا كفّارة ، كما أنّه ليس قسماً فاصلًا في الدعاوي والمرافعات . القول في النذر والعهد ( مسألة 1 ) : النذر هو الالتزام بعمل لله تعالى على نحو مخصوص ، لا ينعقد بمجرّد النيّة ، بل لا بدّ من الصيغة ، وهي ما كانت مفادها إنشاء الالتزام بفعل أو ترك لله تعالى كأن يقول : « لله عليّ أن أصوم » أو « . . أن أترك شرب الخمر » مثلًا . وهل يعتبر في الصيغة قول « لله » بالخصوص ، أو يجزي غير هذه اللفظة من أسمائه المختصّة كما تقدّم في اليمين ؟ الظاهر هو الثاني ، فكلّ ما دلّ على الالتزام بعمل لله جلّ شأنه يكفي في الانعقاد . بل لا يبعد