أما حديث أنا مدينة العلم فمن حيث السند غني عن التصحيح ، فلو لم نقل بتواتره لفظا أو معنى ، فهو متواتر إجمالا . وأما من حيث الدلالة فهو يدل على أنه باب مدينة علم الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وليس لأحد كائنا من كان أن يأتي هذه المدينة إلا من هذا الباب . فبنطقه تنفتح مدينة علم الخاتم على أهل العالم ، وبسكوته تنغلق . وأما العلم الذي يكون النبي مدينته وعلي بابه ، فهو الذي استحق به آدم خلافة الله في الأرض ، كما قال سبحانه : { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون * وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين } [1] ، وقد علم الله الخاتم جميع