مولاه ، فشاع ذلك فطار في البلاد ، وبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري فأتى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على ناقة ، فأناخ راحلته ونزل عنها وقال : يا محمد ! أمرتنا عن الله عز وجل بشهادة أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا منك ، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلنا منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم رمضان فقبلنا ، وأمرتنا بالحج فقبلنا ، ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا . فقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ! فهذا شئ منك أم من الله عز وجل ؟ فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : والذي لا إله إلا هو ، إن هذا من الله عز وجل . فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء ، أو ائتنا بعذاب أليم ، فما وصل راحلته حتى رماه الله عز وجل بحجر ، سقط على هامته وخرج من دبره وقتله ، وأنزل الله تعالى : سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع * من الله ذي المعارج ) [1] . ولا شك أن أحاديث النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في فضائل علي ( عليه السلام ) كانت قد بلغت المسلمين ، والحديث الذي لم يكن يعرفه أمثال الحارث بن النعمان الفهري ، وجابر بن النضر ، إنما هو ولاية علي على الأمة بعد النبي ، فكان يصعب عليهم قبوله ولذلك اعترضوا عليه . 6 - من القرائن الواضحة على أن معنى المولى الولي بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أن المسلمين فهموا ذلك من خطبة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهنؤوا عليا ( عليه السلام ) بذلك ، فقد روى أحمد
[1] نور الأبصار ص 87 ، وراجع أيضا نظم درر السمطين ص 93 ، الجامع لاحكام القرآن ج 18 ص 279 ، ينابيع المودة ج 2 ص 370 ، شواهد التنزيل ج 2 ص 381 و . . . ومصادر أخرى للعامة . شرح الأخبار ج 1 ص 230 ، مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 40 ، تفسير فرات الكوفي ص 505 ، الطرائف ص 152 ، مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 40 ومصادر أخرى للخاصة .