( مسألة 45 ) : إذا اجتمع ماء المطر في مكان - وكان قليلا - فإن كان يتقاطر عليه المطر فهو معتصمٌ كالكثير ، وإن انقطع عنه التقاطر كان بحكم القليل . نعم ، إذا كان وقوعه على ورق الشجر بنحو يمرُّ منه إلى الأرض لا أنَّه يطفر منه إليها فهو معتصمٌ . ( مسألة 46 ) : الماء النجس القليل كما يطهر بتقاطر ماء المطر - بمقدار معتدٍّ به لا مثل قطرة أو قطرتين فقط - كذلك يطهر باتِّصاله بماء معتصم . مثال ذلك : ماءٌ قليلٌ في وعاء تنجَّس بالملاقاة ، فإذا اُريد أن يطهر ذلك الماء يُفتح عليه أنبوبٌ من أنابيب الماء الممتدَّة إلى البيوت في العصر الحاضر ، فيطهر بمجرَّد اتِّصاله به ، من دون التوقُّف على انتشار ماء الأُنبوب في كلِّ جوانب الماء . ( مسألة 47 ) : يعتبر في جريان حكم ماء المطر أن يصدق عرفاً أنَّ النازل من السماء ماء مطر ، فإذا صدق ذلك فهو معتصمٌ ، لا يتنجَّس بملاقاة عين النجس ، فلو أنَّ قطرةً من ماء المطر وقعت مباشرةً على عين نجسة كالميتة - مثلا - لم تتنجَّس سواءً استقرَّت عليها أم انفصلت عنها ما دام المطر يتقاطر ، ولو تجمَّع ماء المطر في موضع من الأرض فوقع فيه نجسٌ لم يتنجَّس ما دام المطر يتقاطر ، وكذلك الحكم إذا جرى ماء المطر على السطح - مثلا - وانحدر منه إلى الأرض من ميزاب أو نحوه ، فإنَّ الماء الجاري من الميزاب معتصمٌ ، ولا ينفعل بملاقاة عين نجسة في الأرض ما دام المطر يتقاطر من السماء ، ومثل ذلك ماء المطر المتساقط على أوراق الشجر والنازل منها إلى الأرض . نعم ، إذا أصاب ماء المطر سقف الغرفة ، وتسرَّبت رطوباته في السقف ثُمَّ ترشَّح منه إلى أرض الغرفة ، فلا يعتبر الماء المتساقط على أرض الغرفة معتصماً ، حتَّى ولو كان المطر لا يزال يتقاطر على سقف الغرفة ؛ لأنَّ الصلة قد انقطعت بين ماء المطر والماء المتساقط