( الأول ) : ما يكون بعضه مرتبطا ببعض في الوضع المعاشي والحياتي بحيث لا تستقل أحياؤه ومحاله بنفسها ، بل يرتبط أحدها بالآخر أو ترتبط كلها بالمركز . وفي هذا القسم يكون مبدأ حساب المسافة طرف البلد . ( الثاني ) : ما يستقل بعضه عن بعض ، بحيث يستغني كل حي أو محلة بنفسه في وضعه المعاشي . ولا يحتاج بعضها الآخر إلا كما يحتاج أو تحتاجه المدن الأخرى فهي - وإن تجاورت وشملها اسم واحد - كالمدن المتعددة ، وليس تقاربها إلا كتقارب القرى أو المدن التي تتسع شيئا فشيئا حتى تتقارب أو تتصل . ومبدأ حساب المسافة في هذا القسم المحلة أو الحي الذي يسكنه المسافر . نعم إذا كان المسافر مرتبطا بأكثر من حي أو محلة ، كان مبدأ الحساب له من منتهى أقرب الحيين أو الأحياء إلى جهة سفره . كالشخص الذي يبيت في حي ويعمل في آخر . الثاني : القصد إلى السفر في المسافة المتقدمة ، فلا يكفي السفر من دون قصد كما لو ساروا به وهو مغمى عليه أو نائم ، كما لا يكفي قصد السفر من دون قصد المسافة حتى لو تمادى به السير فبلغ المسافة من دون قصد لها . نعم إذا قصد الاستمرار بعد ذلك في السير بما يبلغ ثمانية فراسخ أو أربعة مع قصد الرجوع قصر . وكذا إذا قصد الرجوع وكان ثمانية فراسخ قصر فيه . ( مسألة 515 ) : يكفي في التقصير قصد الموضع الذي يبلغ المسافة وإن لم يعلم ببلوغه لها ، بل وإن اعتقد عدم بلوغه خطأ ، كما لا يكفي في التقصير قصد السفر لما يعتقد بلوغه المسافة إذا لم يبلغها في الواقع . ( مسألة 516 ) : يكفي قصد المسافة إجمالا ، كما إذا قصد أحد بلدين كل منهما يبلغ المسافة ، أو قصد السير أربعة فراسخ مع تردده بين أن يرجع أو