وهناك أمور أخرى كانت مطلوبيتها بنحو خاص ندب إليها الشارع لتكون عليها الصبغة الجماعية فدعى إلى الجمع والمقارنة فيها بين فعل المكلف وفعل الآخرين مثل صلاة العيد والجمعة والجماعة والحج [1] ، وما أشبه ذلك . . . تشييدا منه لبناء الأمة الاسلامية وبث روح التآلف بين أبناء المسلمين . فإذا اشتبه أمر من هذا القبيل أوجب الفرقة والتفكيك في أواصر المجتمع وخلخلة البنية الاسلامية وكان الأثر فيه أخطر وأصعب . فهل جعل الشارع المقدس حلا لهذه المشكلة مع فرض محبوبية هذا الأمر ؟ المتتبع يرى شواهد من القرآن الكريم على ذلك كما في قوله تعالى : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ) [2][3] .
[1] إنما اختص الجعل المذكور بالصلاة فحسب ، والتمثيل بالحج والصيام وما أشبه محل كلام ، والدعوى المشار إليها شعارات وهتافات على الظنون والأهواء . [2] سورة البقرة : 43 . [3] في تنزيل الآية وتأويلها كلام يظهر لمن تأمل فيها وراجع كتب التفسير ، على أن عنوان ( الركوع مع الراكعين ) جاء في حق مريم في قوله : ( يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) فهل كانت مأمورة بالصلاة جماعة ؟ !