نام کتاب : توضيح المسائل ( فارسي ) نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني جلد : 1 صفحه : 141
" عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة ( عليهم السلام ) وصفاتهم : ان الله عز و جل أوضح بأئمة الهدى من أهل بيت نبينا عن دينه ، وأبلج بهم عن سبيل منهاجه ، و فتح بهم عن باطن ينابيع علمه ، فمن عرف من امة محمد ( صلى الله عليه وآله و سلم ) واجب حق امامه ، وجد طعم حلاوة ايمانه ، وعلم فضل طلاوة اسلامه ، لأن الله تبارك وتعالى نصب الامام علما لخلقه ، وجعله حجة على أهل مواده وعالمه ، وألبسه الله تاج الوقار ، وغشاه من نور الجبار ، يمد بسبب الى السماء ، لاينقطع عنه مواده ، ولا ينال ما عند الله الا بجهة أسبابه ، ولا يقبل الله أعمال العباد إلا بمعرفته ، فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجى ، ومعميات السنن ، ومشبهات الفتن ، فلم يزل الله تبارك وتعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين ( عليه السلام ) من عقب كل إمام يصطفيهم لذلك ويجتبيهم ، ويرضى بهم لخلقه و يرتضيهم ، كل ما مضى منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماما علما بينا ، وهاديا نيرا ، و إماما قيما ، وحجة عالما ، أئمة من الله ، يهدون بالحق وبه يعدلون ، حجج الله ودعاته ورعاته على خلقه ، يدين بهديهم العباد وتستهل بنورهم البلاد ، وينمو ببركتهم التلاد ، جعلهم الله حياة للأنام ، ومصابيح للظلام ، ومفاتيح للكلام ، ودعائم للاسلام ، جرت بذلك فيهم مقادير الله على محتومها . فالامام هو المنتجب المرتضى ، والهادى المنتجى ، والقائم المرتجى ، اصطفاه الله بذلك واصطنعه على عينه في الذر حين ذرأه ، وفي البرية حين برأه ، ظلا قبل خلق نسمة عن يمين عرشه ، محبوا بالحكمة في علم الغيب عنده ، اختاره بعلمه ، وانتجبه لطهره ، بقية من آدم ( عليه السلام ) وخيرة من ذرية نوح ، ومصطفى من آل إبراهيم ، وسلالة من إسماعيل ، وصفوة من عترة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يزل مرعيا بعين الله ، يحفظه ويكلؤه بستره ، مطرودا عنه حبائل إبليس وجنوده ، مدفوعا عنه وقوب الغواسق ونفوث كل فاسق ، مصروفا عنه قوارف السوء ، مبرءا من العاهات ، محجوبا عن الآفات ، معصوما من الزلات ، مصونا عن الفواحش كلها ، معروفا بالحلم والبر في يفاعه ، منسوبا إلى العفاف والعلم والفضل عند انتهائه ، مسندا إليه أمر والده ، صامتا عن المنطق في حياته . فإذا انقضت مدة والده ، إلى أن انتهت به مقادير الله إلى مشيئته ، وجاءت الإرادة من الله فيه إلى محبته ، وبلغ منتهى مدة والده ( عليه السلام ) فمضى وصار أمر الله إليه من بعده ، و قلده دينه ، وجعله الحجة على عباده ، وقيمه في بلاده ، وأيده بروحه ، وآتاه علمه ، و
141
نام کتاب : توضيح المسائل ( فارسي ) نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني جلد : 1 صفحه : 141