responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتاوى الواضحة نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 590


2 - الموضوعية في القصد وتجاوز الذات :
في كل مرحلة من مراحل الحضارة الانسانية وفي كل فترة من حياة الانسان يواجه الناس مصالح كثيرة ، يحتاج تحقيقها إلى عمل وسعي بدرجة وأخرى ، ومهما اختلفت نوعية هذه المصالح وطريقة تحقيقها من عصر إلى عصر ومن فترة إلى أخرى فهي دائما بالامكان تقسيمها إلى نوعين من المصالح ، أحدهما : مصالح تعود مكاسبها وايجابياتها المادية إلى نفس الفرد ، الذي يتوقف تحقيق تلك المصلحة على عمله وسعيه .
والآخر : مصالح تعود مكاسبها إلى غير العامل المباشر ، أو إلى الجماعة الذين ينتسب إليهم هذا العامل ، ويدخل في نطاق النوع الثاني كل ألوان العمل التي تنشد هدفا أكبر من وجود العامل نفسه ، فان كل هدف كبير لا يمكن عادة ، أن يتحقق الا عن طريق تظافر جهود وأعمال على مدى طويل .
والنوع الأول من المصالح يضمن الدافع الذاتي لدى الفرد في الغالب توفيره والعمل في سبيله ، فما دام العامل هو الذي يقطف ثمار المصلحة وينعم بها مباشرة ، فمن الطبيعي أن يتواجد لديه القصد إليها والدافع للعمل من أجلها .
وأما النوع الثاني من المصالح فلا يكفي الدافع لضمان تلك المصالح ، لأن المصالح هنا لا تخص الفرد العامل ، وكثيرا ما تكون نسبة ما يصيبه من جهد وعناء أكبر كثيرا من نسبة ما يصيبه من تلك المصلحة الكبيرة . ومن هنا كان الانسان بحاجة إلى تربية على الموضوعية في القصد وتجاوز للذات في الدوافع ، أي على أن يعمل من أجل غيره من أجل الجماعة . وبتعبير

590

نام کتاب : الفتاوى الواضحة نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 590
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست