نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 250
الموضع الثاني : قوله تعالى ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا ) فقيل : إن لا نافية ، وقيل : ناهية ، وقيل : زائدة ، والجميع محتمل . وحاصل القول في الآية أن ( ما ) خبرية بمعنى الذي منصوبة بأتل ، و ( حرم ربكم ) صلة ، و ( عليكم ) متعلقة بحرم ، هذا هو الظاهر ، وأجاز الزجاج كون ( ما ) استفهامية منصوبة بحرم ، والجملة محكية بأتل ، لأنه بمعنى أقول ، ويجوز أن يعلق عليكم بأتل ، ومن رجح إعمال أول المتنازعين - وهم الكوفيون - رجحه على تعلقه بحرم ، وفى أن وما بعدها أوجه : أحدها : أن يكونا في موضع نصب بدلا من ( ما ) ، وذلك على أنها موصولة لا استفهامية ، إذ لم يقترن البدل بهمزة الاستفهام . الثاني : أن يكونا في موضع رفع خبرا لهو محذوفا . أجازهما بعض المعربين ، وعليهما فلا زائدة ، قاله ابن الشجري ، والصواب أنها نافية على الأول ، وزائدة على الثاني . والثالث : أن يكون الأصل أبين لكم ذلك لئلا تشركوا ، وذلك لانهم إذا حرم عليهم رؤساؤهم ما أحله الله سبحانه وتعالى فأطاعوهم أشركوا ، لانهم جعلوا غير الله بمنزلته . والرابع : أن الأصل أوصيكم بأن لا تشركوا ، بدليل أن ( وبالوالدين إحسانا ) معناه وأوصيكم بالوالدين ، وأن في آخر الآية ( ذلكم وصاكم به ) . وعلى هذين الوجهين فحذفت الجملة وحرف الجر . والخامس : أن التقدير أتل عليكم أن لا تشركوا ، فحذف مدلولا عليه بما تقدم ، وأجاز هذه الأوجه الثلاثة الزجاج . والسادس : أن الكلام تم عند ( حرم ربكم ) ثم ابتدئ : عليكم أن لا تشركوا ، وأن تحسنوا بالوالدين إحسانا ، وأن لا تقتلوا ، ولا تقربوا ، فعليكم
250
نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 250