نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 249
هؤلاء في منفيها على قولين ، أحدهما : أنه شئ تقدم ، وهو ما حكى عنهم كثيرا من إنكار البعث ، فقيل لهم : ليس الامر كذلك ثم استؤنف القسم ، قالوا : وإنما صح ذلك لان القرآن كله كالسورة الواحدة ، ولهذا يذكر الشئ في سورة وجوابه في سورة أخرى ، نحو ( وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ) وجوابه ( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ) والثاني : أن منفيها أقسم ، وذلك على أن يكون إخبارا لا إنشاء ، واختاره الزمخشري ، قال : والمعنى في ذلك أنه لا يقسم بالشئ إلا إعظاما له ، بدليل ( فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ) فكأنه قيل : إن إعظامه بالاقسام به كلا إعظام ، أي أنه يستحق إعظاما فوق ذلك ، وقيل : هي زائدة . واختلف هؤلاء في فائدتها على قولين ، أحدهما : أنها زيدت توطئة وتمهيدا لنفى الجواب ، والتقدير لا أقسم بيوم القيامة لا يتركون سدى ، ومثله ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ) ، وقوله : 412 - فلا وأبيك ابنة العامري * لا يدعى القوم أنى أفر ورد بقوله تعالى : ( لا أقسم بهذا البلد ) الآيات ، فإن جوابه مثبت وهو ( لقد خلقنا الانسان في كبد ) ومثله ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) الآية ، والثاني : أنها زيدت لمجرد التوكيد وتقوية الكلام ، كما في ( لئلا يعلم أهل الكتاب ) ورد بأنها لا تزاد لذلك صدرا ، بل حشوا ، كما أن زيادة ما وكان كذلك نحو ( فبما رحمة من الله ) ( أينما تكونوا يدرككم الموت ) ونحو ( زيد كان فاضل ) وذلك لان زيادة الشئ تفيد اطراحه ، وكونه أول الكلام يفيد الاعتناء به ، قالوا : ولهذا نقول بزيادتها في نحو ( فلا أقسم برب المشارق والمغارب ) ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) لوقوعها بين الفاء ومعطوفها ، بخلاف هذه ، وأجاب أبو على بما تقدم من أن القرآن كالسورة الواحدة .
249
نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 249