نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 211
والجماعة يأبون هذا ، لان القسم إنما يجاب بالجملة ، ويروون البيت لتغنن بفتح اللام ونون التوكيد ، وذلك على لغة فزارة في حذف آخر الفعل لأجل النون إن كان ياء تلى كسرة كقوله : 345 - وابكن عيشا تقضى بعد جدته * ( طابت أصائله في ذلك البلد ) وقدروا الجواب محذوفا واللام متعلقة به ، أي ليكونن كذا ليرضوكم ، ولتشربن لتغني عنى . السابع : توكيد النفي ، وهي الداخلة في اللفظ على الفعل مسبوقة بما كان أو بلم يكن ناقصين مسندتين لما أسند إليه الفعل المقرون باللام ، نحو ( وما كان الله ليطلعكم على الغيب ) ( لم يكن الله ليغفر لهم ) ويسميها أكثرهم لام الجحود لملازمتها للجحد أي النفي ، قال النحاس : والصواب تسميتها لام النفي ، لان الجحد في اللغة إنكار ما تعرفه ، لا مطلق الانكار ، اه . ووجه التوكيد فيها عند الكوفيين أن أصل ( ما كان ليفعل ) ما كان يفعل ثم أدخلت اللام زيادة لتقوية النفي ، كما أدخلت الباء في ( ما زيد بقائم ) لذلك ، فعندهم أنها حرف زائد مؤكد ، غير جار ، ولكنه ناصب ، ولو كان جارا لم يتعلق عندهم بشئ لزيادته ، فكيف به وهو غير جار ؟ ووجهه عند البصريين أن الأصل ما كان قاصدا للفعل ، ونفى القصد أبلغ من نفيه ، ولهذا كان قوله : 346 - يا عاذلاتي لا تردن ملامتي * إن العواذل لسن لي بأمير أبلغ من ( لا تلمنني ) لأنه نهى عن السبب ، وعلى هذا فهي عندهم حرف جر معد متعلق بخبر كان المحذوف ، والنصب بأن مضمرة وجوبا . وزعم كثير من الناس في قوله تعالى ( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال )
211
نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 211