نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 174
ومقتضى كلام ابن مالك أنها مع الماضي إنما تفيد التقريب كما ذكره ابن عصفور ، وأن من شرط دخولها كون الفعل متوقعا ، كما قدمنا ، فإنه قال تسهيله : وتدخل على فعل ماض متوقع لا يشبه الحرف لقربه من الحال اه . الرابع : دخول لام الابتداء في نحو ( إن زيدا لقد قام ) وذلك لان الأصل دخولها على الاسم نحو ( إن زيدا لقائم ) وإنما دخلت على المضارع لشبهه بالاسم نحو ( وإن ربك ليحكم بينهم ) فإذا قرب الماضي من الحال أشبه المضارع الذي هو شبيه بالاسم ، فجاز دخولها عليه . المعنى الثالث : التقليل ، وهو ضربان : تقليل وقوع الفعل نحو ( قد يصدق الكذوب ) و ( قد يجود البخيل [1] ) وتقليل متعلقه نحو قوله تعالى ( قد يعلم ما أنتم عليه ) أي ما هم عليه هو أقل معلوماته سبحانه ، وزعم بعضهم أنها في هذه الأمثلة ونحوها للتحقيق ، وأن التقليل في المثالين الأولين لم يستفد من قد ، بل من قولك : البخيل يجود ، والكذوب يصدق ، فإنه إن لم يحمل على أن صدور ذلك منهما قليل كان فاسدا ، إذ آخر الكلام يناقض أوله . الرابع ، التكثير ، قاله سيبويه في قول الهذلي : 289 - قد أترك القرن مصفرا أنامله * [ كأن أثوابه مجت بفرصاد ] وقال الزمخشري في ( قد نرى تقلب وجهك ) : أي ربما نرى ، ومعناه تكثير الرؤية ، ثم استشهد بالبيت ، واستشهد جماعة على ذلك ببيت العروص : 290 - قد أشهد الغارة الشعواء تحملني * جرداء معروقة اللحيين سرحوب الخامس : التحقيق ، نحو ( قد أفلح من زكاها ) وقد مضى أن بعضهم حمل عليه قوله تعالى ( قد يعلم ما أنتم عليه ) قال الزمخشري : دخلت لتوكيد العلم ، ويرجع ذلك إلى توكيد الوعيد ، وقال غيره في ( ولقد علمتم الذين اعتدوا ) قد
[1] في نسخة ( قد يعثر الجواد ) بدل ( قد يجود البخيل ) .
174
نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 174