نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 134
فقال السيرافي : على الحال كما يقع المصدر الصريح في نحو ( أرسلها العراك ) وقيل : على الظرف لنيابتها وصلتها عن الوقت [1] ، فمعنى ( قاموا ما خلا زيدا ) على الأول : قاموا خالين عن زيد ، وعلى الثاني : قاموا وقت خلوهم عن زيد ، وهذا الخلاف المذكور في محلها خافضة وناصبة ثابت في حاشا وعدا ، وقال ابن خروف : على الاستثناء كانتصاب غير في ( قاموا غير زيد ) وزعم الجرمي والربعي والكسائي والفارسي وابن جنى أنه قد يجوز الجر على تقدير ما زائدة ، فإن قالوا ذلك بالقياس ففاسد ، لان ما لا تزاد قبل الجار والمجرور ، بل بعده ، نحو ( عما قليل ) ( فبما رحمة ) وإن قالوه بالسماع فهو من الشذوذ بحيث لا يقاس عليه . حرف الراء ( رب ) حرف جر ، خلافا للكوفيين في دعوى أسميته ، وقولهم إنه أخبر عنه في قوله : إن يقتلوك فإن قتلك لم يكن * عارا عليك ، ورب قتل عار [ 31 ] ممنوع ، بل ( عار ) خبر لمحذوف ، والجملة صفة للمجرور ، أو خبر للمجرور ، إذ هو في موضع مبتدأ كما سيأتي . وليس معناها التقليل دائما ، خلافا للأكثرين ، ولا التكثير دائما ، خلافا لابن درستويه وجماعة ، بل ترد للتكثير كثيرا وللتقليل قليلا . فمن الأول ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) وفى الحديث ( يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة ) وسمع أعرابي يقول بعد انقضاء رمضان ( يا رب صائمه لن يصومه ، ويا رب قائمه لن يقومه ) وهو مما تمسك به الكسائي على إعمال اسم الفاعل المجرد بمعنى الماضي ، وقال الشاعر :
[1] في نسخة ( قيل : على الظرف ، على نيابتها وصلتها عن الوقت ) .
134
نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 134