نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 177
الاحسان ، فهذا في الأصل بمنزلة ( وأحسن كما أحسن الله إليك ) والكاف للتشبيه ، ثم عدل عن ذلك للاعلام بخصوصية المطلوب ، وما ذكرناه في الآيتين من أن ما مصدرية قاله جماعة ، وهو الظاهر ، وزعم الزمخشري وابن عطية وغيرهما أنها كافة ، وفيه إخراج الكاف عما ثبت لها من عمل الجر لغير مقتض . واختلف في نحو قوله : 292 - وطرفك إما جئتنا فاحبسنه * كما يحسبوا أن الهوى حيث تنظر فقال الفارسي : الأصل كيما فحذف الياء ، وقال ابن مالك : هذا تكلف ، بل هي كاف التعليل وما الكافة ، ونصب الفعل بها لشبهها بكى في المعنى ، وزعم أبو محمد الأسود في كتابه المسمى ( نزهة الأديب ) أن أبا على حرف هذا البيت ، وأن الصواب فيه : إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا * لكي يحسبوا ، البيت . . والثالث : الاستعلاء ، ذكره الأخفش والكوفيون ، وأن بعضهم قيل له : كيف أصبحت ؟ فقال : كخير ، أمرا على خير ، وقيل : المعنى بخير ، ولم يثبت مجئ الكاف بمعنى الباء ، وقيل هي للتشبيه على حذف مضاف ، أي كصاحب خير . وقيل في ( كن كما أنت ) : إن المعنى على ما أنت عليه ، وللنحويين في هذا المثال أعاريب : أحدها : هذا ، وهو أن ما موصولة ، وأنت : مبتدأ حذف خبره . والثاني : أنها موصولة ، وأنت خبر حذف مبتدؤه ، أي كالذي هو أنت ، وقد قيل بذلك في قوله تعالى ( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ) أي كالذي هو لهم آلهة . والثالث : أن ما زائدة ملغاة ، والكاف أيضا جارة كما في قوله :
177
نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 177