نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 94
جَرَم أنهم في الآخرة هم الأَخْسَرونَ ؛ أي كَسَبَ ذلك العملُ لهم الخُسْرانَ ، وكذلك قوله : لا جَرَم أن لهم النارَ وأنهم مُفْرَطُونَ ؛ المعنى لا ينفعهم ذلك ، ثم ابتدأ فقال : جَرَم إفْكُهم وكَذِبُهم لهم عذابَ النار أي كَسَبَ بهم عَذابَها . قال الأَزهري : وهذا من أَبْيَن ما قيل فيه . الجوهري : قال الفراء لا جَرَم كلمةٌ كانت في الأَصل بمنزلة لا بد ولا محالة ، فَجَرتْ على ذلك وكثرت حتى تَحَوَّلتْ إلى معنى القَسَم وصارت بمنزلة حقّاً ، فلذلك يجاب عنها باللام كما يجاب بها عن القسم ، ألا تراهم يقولون لا جَرَم لآتينك ؟ قال : وليس قول من قال جَرَمْتُ حَقَقْتُ بشيء ، وإنما لبس عليه الشاعر أَبو أَسماء بقوله : جَرَمْتَ فَزارة ؛ وقال أَبو عبيدة : أَحَقّت عليهم الغضَبَ أي أَحَقَّتْ الطعنةُ فزارة أن يغضبوا ، وحَقَّتْ أيضاً : من قولهم لا جَرَمَ لأَفْعَلَنَّ كذا أي حَقّاً ؛ قال ابن بري : وهذا القول ردٌّ على سيبويه والخليل لأَنهما قَدَّراه أَحَقَّتْ فزارةَ الغضَبَ أي بالغَضَبِ فأسقط الباء ، قال : وفي قول الفراء لا يحتاج إلى إسقاط حرف الجرّ فيه لأَن تقديره عنده كسَبَتْ فَزارةَ الغضبَ عليك ، قال : والبيت لأَبي أَسماء بن الضَّريبة ، ويقال لعَطِية بن عفيف ، وصوابه : ولقد طعنتَ أَبا عُيَيْنة ، بفتح التاء ، لأَنه يخاطب كُرْزاً العُقَيليَّ ويَرْثيه ؛ وقبل البيت : يا كُرْزُ إنَّك قد قُتِلْتَ بفارسٍ * بَطَلٍ ، إذا هابَ الكُماةُ وجَبَّبُوا وكان كُرْزٌ قد طعن أبا عيينة ، وهو حِصْنُ بن حذيفة بن بَدْر الفَزاريّ . ابن سيده : وزعم الخليل أن جَرَم إنما تكون جواباً لما قبلها من الكلام ، يقول الرجل : كان كذا وكذا وفعلوا كذا فتقول : لا جَرَمَ أنهم سيندمون ، أو أَنه سيكون كذا وكذا . وقال ثعلب : الفراء والكسائي يقولان لا جَرَمَ تَبْرِئةٌ . ويقال : لا جَرَم [1] ولا ذا جَرَم ولا أنْ ذا جَرَم ولا عَنْ ذا جَرَم ولا جَرَ ، حذفوه لكثرة استعمالهم إياه . قال الكسائي : من العرب من يقول لا ذا جرم ولا أن ذا جرم ولا عن ذا جرم ولا جَرَ ، بلا ميم ، وذلك أنه كثر في الكلام فحذفت الميم ، كما قالوا حاشَ لله وهو في الأَصل حاشَى ، وكما قالوا أَيْشْ وإنما هو أيُّ شيء ، وكما قالوا سَوْ تَرَى وإنما هو سوفَ تَرَى . قال الأَزهري : وقد قيل لا صلة في جَرَم والمعنى كَسَبَ لهم عَمَلُهم النَّدَم ؛ وأَنشد ثعلب : يا أُمَّ عَمْرٍو ، بَيِّني لا أو نَعَمْ ، * إن تَصْرمِي فراحةٌ ممن صَرَمْ ، أو تَصِلِي الحَبْلَ فقد رَثَّ ورَمّ * قُلْتُ لها : بِينِي فقالت : لا جَرَمْ أنَّ الفِراقَ اليومَ ، واليومُ ظُلَمْ ابن الأَعرابي : لا جَرَ لقد كان كذا وكذا أي حقّاً ، ولا ذا جَرَ ولا ذا جَرَم ، والعرب تَصِلُ كلامها بذي وذا وذو فتكون حَشْواً ولا يُعْتَدُّ بها ؛ وأَنشد : إن كِلاباً والِدِي لا ذا جَرَمْ وفي حديث قَيْس بن عاصم : لا جَرَمَ لأَفُلَّنَّ حَدَّها ؛ قال ابن الأَثير : هذه كلمة تَرِدُ بمعنى تحقيق الشيء ، وقد اختلف في تقديرها فقيل أصلها التبرئة بمعنى لا بُدَّ ، وقد استعملت في معنى حقّاً ، وقيل :
[1] 1 قوله [ ويقال لا جرم الخ ] زاد الصاغاني : لا جرم بضم فسكون ، ولا جرم بوزن كرم ، ومعنى لا ذا جرم ولا أن ذا جرم استغفر الله ، والاجرام : متاع الراعي . والاجرام من السمك : لونان مستدير بلون وأسود له أجنحة .
94
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 94