نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 88
سَبَبَه ؛ وقال الخطابي : معنى الحديث ما ذهب إليه ابن الأَعرابي ، وهو أن من نَسِيَ القرآن لقي الله تعالى خاليَ اليد من الخير ، صِفْرَها من الثواب ، فكنى باليد عما تحويه وتشتمل عليه من الخير ، قال ابن الأَثير : وفي تخصيص حديث عليّ بذكْر اليَدِ معنى ليس في حديث نسيان القرآن ، لأَن البَيْعَة تُباشِرُها اليد من بين سائر الأَعضاء ، وهو أن يَضَع المُبايِعُ يده في يد الإِمام عند عقد البَيْعة وأَخذِها عليه ؛ ومنه الحديث : كل خُطْبة ليس فيها شَهادة كاليد الجَذْماء أي المقطوعة . وفي الحديث أنه قال لمَجْذُوم في وَفْدِ ثَقيفٍ : ارْجِعْ فيد بايَعْناك ؛ المَجْذومُ : الذي أَصابه الجُذام ، كأَنه من جُذِمَ فهو مَجْذوم ، وإنما ردَّة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لئلا ينظر أصحابُه إليه فَيزْدَرُوه ويَرَوْا لأَنفسهم فضْلاً عليه ، فيَدْخُلهم العُجْبُ والزَّهْو ، أو لئلا يَحْزَن المَجْذومُ برؤية النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وأَصحابه وما فَضَلوا عليه فيَقِلّ شكره على بَلاء الله ، وقيل : لأَن الجُذام من الأَمراض المُعْدِية ، وكان العرب تتطيَّرُ منه وتَتَجَنَّبُه ، فردَّه لذلك ، أَو لئلا يَعْرِض لأَحدهم جُذام فيظنَّ أَن ذلك قد أَعْداه ، ويَعْضُد ذلك حديثه الآخر : أَنه أَخذ بيد مَجْذوم فَوضعها مع يده في القَصْعة وقال : كُلْ ثِقَةً بالله وتَوكُّلاً عليه ، وإنما فَعل ذلك ليُعْلِم الناسَ أَن شيئاً من ذلك لا يكون إلَّا بتقدير الله عز وجل ، ورَدَّ الأَوَّلَ لئلا يَأْثَم فيه الناسُ ، فإنَّ يَقِينهم يَقْصُر عن يَقِينه . وفي الحديث : لا تُدِيمُوا النظَر إلى المَجْذومين ، لأَنه إذا أَدام النظر إليه حَقَرَه ، ورأَى لنفسه عليه فضلاً ، وتأَذَّى به المَنْظور إليه . وفي حديث ابن عباس : أَربعٌ لا يَجُزْنَ في البَيْع ولا النكاح : المَجْنونةُ والمَجْذومةُ والبَرْصاءُ والعفْلاء ، والجمع من ذلك جَذْمى مثل حَمْقى ونَوْكَى . وجَذِمَ الرجلُ ، بالكسر ، جَذَماً : صار أَجْذَمَ ، وهو المقطوع اليَدِ . والجِذْمُ ، بالكسر : أَصل الشيء ، وقد يفتح . وجِذْمُ كل شيء : أَصلُه ، والجمع أَجْذامٌ وجُذُومٌ . وجِذْمُ الشجرة : أَصلُها ، وكذلك من كل شيء . وجِذْمُ القوم : أَصلُهم . وفي حديث حاطِب : لم يكن رجُل من قُرَيْش إلَّا له جِذْمٌ بمكَّة ؛ يريد الأَهْلَ والعَشِيرةَ . وجِذْمُ الأَسْنان : مَنابِتُها ؛ وقال الحَرِث بن وَعْلة الذُّهْليُّ : أَلآنَ لمَّا ابيَضَّ مَسْرُبَتي ، * وعَضِضْتُ منْ نابي على جِذْمِ أي كَبِرت حتى أَكلْت على جِذْم نابي . وفي حديث عبد الله بن زيد في الأَذان : أَنه رأَى في المنام كأَنَّ رجُلاً نزلَ من السماء فعَلا جِذْمَ حائط فأَذَّن ؛ الجِذْمُ : الأَصلُ ، أَراد بقيَّة حائط أو قِطْعة من حائط . والجَذْمُ والخَذْمُ : القَطْعُ . والانْجِذامُ : الانْقِطاعُ ؛ قال النابغة : بانَتْ سُعادُ فأَمسى حَبْلُها انْجَذما ، * واحْتَلَّتِ الشِّرْعَ فالأَجْراعَ مِنْ إضَما [1] وفي حديث قتادة في قوله تعالى : والرَّكْبُ أَسْفَلَ منكم ، قال : انْجَذَمَ أَبو سفيان بالعير أي انقطَع بها [2] . من الرَّكْب . وسارَ وأَجْذمَ السيرَ : أَسرع فيه ؛ قال لبيد : صائب الجِذْمةِ من غير فَشَلْ
[1] 1 في ديوان النابغة : وأَمسى بدل فأَمسى ، والشَّرع بدل الشّرع ، والأَجزاع بدل الاجراع . [2] 2 قوله [ أي انقطع بها الخ ] عبارة النهاية : أي انقطع عن الجادة نحو البحر .
88
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 88