نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 73
يقوِّي قول الخليل في تَهامٍ كأَنه منسوب إِلى تَهَمَة أَو تَهْمة ؛ قال : وشاهدُ تَهامٍ قول أَبي بكر بن الأَسود المعروف بابن شعوب الليثي وشعوب أُمُّه : ذَرِيني أَصْطَبِحْ يا بَكْرُ ، إِني * رأَيتُ الموت نقَّب عن هِشامِ تَخَيَّره ولم يَعْدِلَ سِواه ، * فَنِعْمَ المَرْءُ من رجُل تَهامِ وأَتْهَم الرجلُ وتَتَهَّمَ : أَتَى تِهامَةَ ؛ قال الممزَّق العَبْدِيّ : فإِنْ تُتْهِمُوا أُنْجِدْ خِلافاً عليكُم ، * وإِنْ تُعْمِنوا مُستَحْقبي الحَرب أُعْرِق قال ابن بري : صواب إِنْشاد البيت : فإِنْ يُتْهِموا أُنْجِدْ خلافاً عليهمُ على الغَيبة لا على الخطاب ، يُخاطب بذلك بعض الملوك ويَعْتَذِرُ إِليه لسُوءٍ بلَغه عنه ؛ وقيل البيت : أَكَلَّفْتَني أَدْواءَ قَومٍ تَرَكْتُهْم ، * فإِلَّا تَداركْني من البَحْر أَغْرَق أَي كلَّفْتَنِي جنايات قوم أَنا منهم بريء ومُخالِف لهم ومُتباعد عنهم ، إِن أَتْهَموا أَنْجَدْت مخالِفاً لهم ، وإِن أَنْجَدوا أَعْرَقْت ، فكيف تأْخُذني بذَنْب مَن هذه حاله ؟ وقال أُمية بن أَبي عائذ الهُذليّ : شَآم يَمان مُنْجِد مُتَتَهِّم ، * حِجازِيَّة أَعْجازُه وهو مُسْهِلُ قال الرِّياشيّ : سمعت الأَعراب يقولون : إِذا انْحَدرْت من ثَنايا ذاتِ عِرْق فقد أَتْهَمْت . قال الرِّياشيّ : والغُوْرُ تهِامةُ ، قال : وأَرض تَهِمةٌ شديدة الحرّ ، قال : وتَبالةُ من تِهامةَ . وفي الحديث : أَنَّ رجلاً أَتى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وبه وَضَحٌ ، فقال : انظُرْ بَطْن وادٍ مُنْجِدٍ ولا مُتْهِمٍ فَتَمَعَّكْ فيه ، ففعل فلم يَزِدِ الوَضَحُ حتى مات ؛ فالمُتْهِمُ : الذي يَنْصبُّ ماؤه إِلى تِهامةَ ؛ قال الأَزهري : لم يُرد سيدُنا رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَنَّ الوادي ليس من نَجْد ولا تِهامةَ ، ولكنه أَراد حداًّ منهما فليس ذلك الموضع من نَجْد كله ولا من تِهامةَ كله ، ولكنه منهما ، فهو مُنْجِد مُتْهِم ، ونَجْد ما بين العُذَيب إِلى ذاتِ عِرْق وإِلى اليمامة وإِلى جَبَلَيْ طَيِّءٍ وإِلى وَجْوة وإِلى اليمن ، وذات عِرْق : أَوّل تِهامة إِلى البحر وجُدَّةَ ، وقيل : تِهامةُ ما بين ذات عِرْق إِلى مَرْحَلَتين من وراء مكة ، وما وراء ذلك من المَغْرب فهو غَوْر ، والمدينة لا تِهاميَّة ولا نَجْديَّة فإِنها فوق الغَوْر ودون نَجْد . وقومٌ تَهامون : كما يقال يَمانون . وقال سيبويه : منهم مَن يقول تَهامِيّ ويَمانيّ وشآمِيّ ، بالفتح مع التشديد . والتَّهْمة : تُسْتَعمل في موضع تِهامةَ كأَنها المرّة في قياس قول الأَصمعي . والتَّهَم ، بالتحريك : مصدر من تِهامة ؛ وقال : نَظَرْت ، والعينُ مُبينةُ التَّهَمْ ، * إِلى سَنا نارٍ وَقُودُها الرَّتَمْ ، شُبَّتْ بأَعْلى عانِدَيْن من إِضَمْ والمِتْهامُ : الكثير الإِتْيان إِلى تِهامةَ . وإِبل مَتاهِيم ومَتاهِم : تأْتي تِهامةَ ؛ قال : أَلا انْهَماها إِنَّها مَناهِيمْ ، * وإِنَّنا مَناجِدٌ مَتاهِيمْ يقول : نحن نأْتي نَجْداً ثم كثيراً ما نأْخُذ منها
73
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 73