نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 618
نجد فإِنهم يُجْرونه مُجْرَى قولك رُدَّ ، يقولون للواحد هَلُمَّ كقولك رُدَّ ، وللاثنين هَلُمَّا كقولك رُدَّا ، وللجمع هَلمُّوا كقولك رُدُّوا ، وللأُنثى هَلُمِّي كقولك رُدِّي ، وللثِّنْتَينِ كالاثْنَيْنِ ، ولجماعة النساء هَلْمُمْنَ كقولك ارْدُدْنَ ، والأَوَّل أَفصَح . قال الأَزهري : فُتحت هَلُمَّ أَنها مُدْغَمة كما فُتحت رُدَّ في الأَمر فلا يجوز فيها هَلُمُّ ، بالضم ، كما يجوز رُدُّ لأَنها لا تتصرَّف ، قال : ومعنى قوله تعالى : هَلُمَّ شُهداءكم ، أَي هاتوا شُهداءكم وقَرِّبوا شهداءكم . الجوهري : هَلُمَّ يا رجل ، بفتح الميم ، بمعنى تعال ؛ قال الخليل : أَصله لُمّ من قولهم لَمَّ الله شَعْثه أَي جمعه ، كأَنه أَراد لُمَّ نَفْسَك إِلينا أَي اقْرُب ، وها للتنبيه ، وإِنما حذفت أَلِفُها لكثرة الاستعمال وجُعِلا اسماً واحداً ، قال ابن سيده : زعم الخليل أَنها لُمَّ لَحِقتها الهاء للتنبيه في اللغتين جميعاً ، قال ولا تدخل النون الخفيفة ولا الثقيلةُ عليها ، لأَنها ليست بفعل وإِنما هي اسمٌ للفعل ، يريد أَن النون الثقيلة إِنما تدخلُ الأَفعال دون الأَسماء ، وأَما في لغة بني تميم فتدخلها الخفيفةُ والثقيلة لأَنهم قد أَجْرَوْها مُجْرَى الفعل ، ولها تعليلٌ . الأَزهري : هَلُمَّ بمعنى أَعْطِ ، يَدُلّ عليه ما رُوِي عن عائشة ، رضي الله عنها ، أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، كان يأْتيها فيقول : هل من شيءٍ ؟ فتقول : لا ، فيقول : إِني صائِمٌ ؛ قالت : ثم أَتاني يوماً فقال : هل من شيء ؟ قلت : حَيْسَةٌ ، فقال : هَلُمِّيها أَي هاتِيها أَعْطِينيها . وقال الليث : هَلُمَّ كلمةُ دَعْوةٍ إِلى شيءٍ ، الواحدُ والاثنان والجمع والتأْنيث والتذكير سواءٌ ، إلَّا في لغة بني سَعْدٍ فإِنهم يحملونه على تصريف الفعل ، تقول هَلُمَّ هَلُمَّا هَلُمُّوا ، ونحو ذلك قال ابن السكيت ، قال : وإِذا قال : هَلُمَّ إِلى كذا ، قلت : إِلامَ أَهَلُمُّ ؟ وإِذا قال لك هَلُمَّ كذا وكذا ، قلت : لا أَهَلُمُّه ، بفتح الأَلف والهاء ، أَي لا أُعْطيكَه . وروى أَبو هريرة عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : ليُذادَنَّ رجالٌ عن حَوْضي فأُناديهم أَلا هَلُمَّ أَلا هَلُمَّ فيقال : إِنهم قد بَدَّلوا ، فأَقول فسُحْقاً قال اللحياني : ومن العرب من يقول هَلَمَّ ، فينصب اللام ، قال : ومن قال هَلُمِّي وهَلُمُّوا فكذلك قال ابن سيده ، ولست من الأَخيرة على ثِقَةٍ ، وقد هَلْمَمْتُ فماذا . وهَلْمَمْتُ بالرجل : قلتُ له هَلُمَّ . قال ابن جني : هَلْمَمْتُ كصَعْرَرْتَ وشَملَلْتَ ، وأَصله قبْلُ غيرُ هذا ، إِنما هو أَوَّلُ ها للتنبيه لَحِقَت مثل اللام ، وخُلِطت ها بلُمَّ توكيداً للمعنى بشدة الاتصال ، فحذفت الأَلف لذلك ، ولأَنَّ لامَ لُمَّ في الأَصل ساكنةٌ ، أَلا ترى أَن تقديرها أَوَّلُ أُلْمَمْ ، وكذلك يقولها أَهل الحجاز ، ثم زال هذا كله بقولهم هَلْمَمْتُ فصارت كأَنها فَعْلَلْت من لفظ الهِلِمَّان ، وتنُوسِيَت حالُ التركيب . وحكى اللحياني : من كان عنده شيء فلْيُهَلِمَّه أَي فليُؤْتِه . قال الأَزهري : ورأَيت من العرب مَن يدعو الرجل إِلى طعامه فيقول : هَلُمَّ لك ، ومثله قوله عز وجل : هَيْتَ لك ؛ قال المبرَّد : بنو تميم يجعلون هَلُمَّ فِعلاً صحيحاً ويجعلون الهاء زائدة فيقولون هَلُمَّ يا رجل ، وللاثنين هَلُمَّا ، وللجمع هَلُمُّوا ، وللنساء هَلْمُمْنَ لأَن المعنى الْمُمْنَ ، والهاء زائدة ، قال : ومعنى هَلُمَّ زيداً هاتِ زيداً . وقال ابن الأَنباري : يقال للنساء هَلُمْنِ وهَلْمُمْنَ . وحكى أَبو مرو عن العرب : هَلُمِّينَ يا نِسوة ، قال : والحجةُ لأَصحاب هذه اللغة أَن أَصل هَلُمَّ التصرفُ من أَمَمْتُ أَؤمُّ أَمّاً ، فَعمِلوا على الأَصل ولم يلتفتوا إِلى الزيادة ، وإِذا قال الرجل للرجل هَلُمَّ ، فأَراد أَن يقول لا أَفعل ، قال : لا
618
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 618