نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 577
نَشَّمَ للناسُ في أَمره ؛ قال : معناه طعنوا فيه ونالوا منه ، أَصلُه من تَنْشِيم اللحم أَوَّلَ ما يُنْتِن . وتَنَشَّمَ في الشيء ونَشَّم فيه إذا ابتدأَ فيه ؛ قال الشاعر : قد أَغْتَدي ، والليلُ في جَرِيمه ، * مُعَسْكِراً في الغُرِّ من نجُومِه والصُّبْحُ قد نَشَّم في أَديمِه ، * يَدُعُّه بِضَفَّتَيْ حَيْزُومِه ، دَعَّ الرَّبِيب لحْيَتَيْ يَتِيمِه قال : نَشَّم في أَديمِه يريد تَبدَّى في أَول الصبح ، قال : وأَديمُ الليل سواده ، وجريمُه : نفسه . والتَّنشيم : الابتداءُ في كل شيء . وفي النوادر : نَشَمْتُ في الأَمر ونَشَّمْت ونَشَّبْت أي ابتدأْت . ونَشَّمَتِ الأَرضُ : نَزَّتْ بالماء . والمَنْشِم : حبُّ [1] من العِطْر شاقٌّ الدَّقّ . والمَنْشَم والمَنْشِم : شيء يكون في سنبل العِطر يُسَمِّيه العطَّارون رَوْقاً ، وهو سَمٌّ ساعةٍ ، وقال بعضهم : هي ثمرة سوادء مُنْتِنَة ، وقد أَكثرت الشعراءُ ذِكْر مَنْشِمٍ في أَشعارهم ؛ قال الأَعشى : أَراني وعَمْراً بيننا دَقُّ مَنْشِمٍ ، * فلم يبق إلا أَن أُجَنَّ ويَكْلَبَا ومَنْشِمُ ، بكسر الشين : امرأَة عطَّارة من هَمْدان كانوا إذا تطيَّبوا من ريحها اشتدَّت الحرب فصارت مثلاً في الشرّ ؛ قال زهير : تَدارَكْتُمُ عَبْساً وذُبْيانَ ، بعدما * تَفانَوْا ، ودَقُّوا بينهم عِطْرَ مَنْشِمِ صرفه للشِّعر . وقال أَبو عمرو بن العلاء : هو من ابتداء الشرّ ، ولم يكن يذهب إلى أَن مَنْشِمَ امرأَةٌ كما يقول غيره ؛ وقال ابن الكلبي في عِطْرِ مَنْشِم : مَنْشِمُ امرأَةٌ من حِمْيَر ، وكانت تبيع الطيب ، فكانوا إذا تطيبوا بطيبِها اشتدَّت حربُهم فصارت مثلاً في الشرّ ؛ قال الجوهري : مَنْشِمُ امرأَةٌ كانت بمكة عطَّارة ، وكانت خُزاعةُ وجُرْهُم إذا أَرادوا القتال تطيَّبوا من طيبها ، وكانوا إذا فعلوا ذلك كَثُرَ القَتْلى فيما بينهم فكان يقال : أَشْأَمُ من عِطْرِ مَنْشِم ، فصار مثلاً : قال : ويقال هو حبُّ بَلَسانٍ . وحكى ابن بري قال : يقال عطرُ مَنْشَم ومَنْشِم ، قال : وقال أَبو عمرو مَنْشَمٌ الشرُّ بعينه ، قال : وزعم آخرون أَنه شيء من قُرون السُّنْبُل يقال له البَيْش ، وهو سَمُّ ساعةٍ ؛ قال : وقال الأَصمعي هو اسم امرأَة عطَّارة كانوا إذا قصدوا الحرب غَمَسوا أَيْدِيَهم في طِيبها ، وتحالفوا عليه بأَن يسْتَمِيتُوا في الحرب ولا يُوَلُّوا أو يُقْتَلوا ، قال : وقال أَبو عمرو الشَّيْباني : مَنْشِم امرأَة عطارة تبيع الحَنُوط ، وهي من خُزاعة ، قال : وقال هشامٌ الكَلْبيُّ من قال مَنْشِم ، بكسر الشين ، فهي مَنشِم بنت الوَجيه من حِمْير ، وكانت تبيع العِطْرَ ، ويتشاءمون بعطرها ، ومن قال مَنشَم ، بفتح الشين ، فهي امرأَة كانت تَنْتجع العربَ تبيعُهم عِطرها ، فأَغار عليها قومٌ من العرب فأَخذوا عِطْرَها ، فبلغ ذلك قومَها فاستأْصلوا كلَّ مَنْ شَمُّوا عليه ريحَ عطرها ؛ وقال الكلبي : هي امرأَة من جُرهُم ، وكانت جُرْهُم إذا خرجت لقتال خُزاعة خرجت معهم فطيَّبتهم ، فلا يتطيب بطيبها أَحد إِلا قاتلَ حتى يُقتل أَو يجرح ، وقيل : مَنْشِمُ امرأَةٌ كانت صنعت طيباً تُطَيِّب به زوجها ، ثم إنها صادقت رجلاً وطيّبته بطيبِها ، فلقِيَه زوجُها فشمَّ ريحَ طيبها عليه فقتَله ، فاقتتل الحيّانِ من أَجله .