نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 561
لعذّبنا الذين كفروا ؛ ومنها التي في الفعل المستقبل المؤكد بالنون كقوله تعالى : لَيُسْجَنَنّ وليَكُونَن من الصاغرين ؛ ومنها لام جواب القسم ، وجميعُ لاماتِ التوكيد تصلح أَن تكون جواباً للقسم كقوله تعالى : وإنّ منكم لَمَنْ لَيُبَطئَنّ ؛ فاللام الأُولى للتوكيد والثانية جواب ، لأَنّ المُقْسَم جُمْلةٌ توصل بأخرى ، وهي المُقْسَم عليه لتؤكِّدَ الثانيةُ بالأُولى ، ويربطون بين الجملتين بحروف يسميها النحويون جوابَ القسَم ، وهي إنَّ المكسورة المشددة واللام المعترض بها ، وهما يمعنى واحد كقولك : والله إنّ زيداً خَيْرٌ منك ، وو اللَّه لَزَيْدٌ خيرٌ منك ، وقولك : والله ليَقومَنّ زيدٌ ، إذا أدخلوا لام القسم على فعل مستقبل أَدخلوا في آخره النون شديدة أَو خفيفة لتأْكيد الاستقبال وإِخراجه عن الحال ، لا بدَّ من ذلك ؛ ومنها إن الخفيفة المكسورة وما ، وهما بمعنى كقولك : واللَّه ما فعَلتُ ، وو اللَّه إنْ فعلتُ ، بمعنى ؛ ومنها لا كقولك : واللَّه لا أفعَلُ ، لا يتصل الحَلِف بالمحلوف إلا بأَحد هذه الحروف الخمسة ، وقد تحذف وهي مُرادةٌ . قال الجوهري : واللام من حروف الزيادات ، وهي على ضربين : متحركة وساكنة ، فأَما الساكنة فعلى ضربين : أَحدهما لام التعريف ولسُكونِها أُدْخِلَتْ عليها ألفُ الوصل ليصح الابتداء بها ، فإِذا اتصلت بما قبلها سقَطت الأَلفُ كقولك الرجُل ، والثاني لامُ الأَمرِ إِذا ابْتَدَأتَها كانت مكسورة ، وإِن أَدخلت عليها حرفاً من حروف العطف جاز فيها الكسرُ والتسكين كقوله تعالى : ولِيَحْكُم أَهل الإِنجيل ؛ وأما اللاماتُ المتحركة فهي ثلاثٌ : لامُ الأَمر ولامُ التوكيد ولامُ الإِضافة . وقال في أَثناء الترجمة : فأَما لامُ الإِضافةِ فعلى ثمانية أضْرُبٍ : منها لامُ المِلْك كقولك المالُ لِزيدٍ ، ومنها لامُ الاختصاص كقولك أخ لِزيدٍ ، ومنها لام الاستغاثة كقول الحرث بن حِلِّزة : يا لَلرِّجالِ ليَوْمِ الأَرْبِعاء ، أما * يَنْفَكُّ يُحْدِث لي بعد النُّهَى طَرَبا ؟ واللامان جميعاً للجرّ ، ولكنهم فتحوا الأُولى وكسروا الثانية ليفرقوا بين المستغاثِ به والمستغاثَ له ، وقد يحذفون المستغاث به ويُبْقُون المستغاثَ له ، يقولون : يا لِلْماءِ ، يريدون يا قومِ لِلْماء أَي للماء أَدعوكم ، فإن عطفتَ على المستغاثِ به بلامٍ أخرى كسرتها لأَنك قد أمِنْتَ اللبس بالعطف كقول الشاعر : يا لَلرِّجالِ ولِلشُّبَّانِ للعَجَبِ قال ابن بري : صواب إنشاده : يا لَلْكُهُولِ ولِلشُّبَّانِ للعجب والبيت بكماله : يَبْكِيكَ ناءٍ بَعِيدُ الدارِ مُغْتَرِبٌ ، * يا لَلْكهول وللشبّان للعجب وقول مُهَلْهِل بن ربيعة واسمه عديّ : يا لَبَكْرٍ أنشِروا لي كُلَيْباً ، * يا لبَكرٍ أيْنَ أينَ الفِرارُ ؟ استغاثة . وقال بعضهم : أَصله يا آلَ بكْرٍ فخفف بحذف الهمزة كما قال جرير يخاطب بِشْر بن مَرْوانَ لما هجاه سُراقةُ البارِقيّ : قد كان حَقّاً أَن نقولَ لبارِقٍ : * يا آلَ بارِقَ ، فِيمَ سُبَّ جَرِيرُ ؟ ومنها لام التعجب مفتوحة كقولك يا لَلْعَجَبِ ، والمعنى يا عجبُ احْضُرْ فهذا أوانُك ، ومنها لامُ العلَّة بمعنى كَيْ كقوله تعالى : لِتَكونوا شُهَداء على الناس ؛ وضَرَبْتُه لِيتَأدَّب أَي لِكَيْ يتَأدَّبَ لأَجل
561
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 561