نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 562
التأدُّبِ ، ومنها لامُ العاقبة كقول الشاعر : فلِلْمَوْتِ تَغْذُو الوالِداتُ سِخالَها ، * كما لِخَرابِ الدُّورِ تُبْنَى المَساكِنُ [1] أي عاقبته ذلك ؛ قال ابن بري : ومثله قول الآخر : أموالُنا لِذَوِي المِيراثِ نَجْمَعُها ، * ودُورُنا لِخَرابِ الدَّهْر نَبْنِيها وهم لم يَبْنُوها للخراب ولكن مآلُها إلى ذلك ؛ قال : ومثلُه ما قاله شُتَيْم بن خُوَيْلِد الفَزاريّ يرثي أَولاد خالِدَة الفَزارِيَّةِ ، وهم كُرْدم وكُرَيْدِم ومُعَرِّض : لا يُبْعِد اللَّه رَبُّ البِلادِ * والمِلْح ما ولَدَتْ خالِدَه [2] . فأُقْسِمُ لو قَتَلوا خالدا ، * لكُنْتُ لهم حَيَّةً راصِدَه فإن يَكُنِ الموْتُ أفْناهُمُ ، * فلِلْمَوْتِ ما تَلِدُ الوالِدَه ولم تَلِدْهم أمُّهم للموت ، وإنما مآلُهم وعاقبتُهم الموتُ ؛ قال ابن بري : وقيل إن هذا الشعر لِسِمَاك أَخي مالك بن عمرو العامليّ ، وكان مُعْتَقَلا هو وأخوه مالك عند بعض ملوك غسّان فقال : فأبْلِغْ قُضاعةَ ، إن جِئْتَهم ، * وخُصَّ سَراةَ بَني ساعِدَه وأبْلِغْ نِزاراً على نأْيِها ، * بأَنَّ الرِّماحَ هي الهائدَه فأُقسِمُ لو قَتَلوا مالِكاً ، * لكنتُ لهم حَيَّةً راصِدَه برَأسِ سَبيلٍ على مَرْقَبٍ ، * ويوْماً على طُرُقٍ وارِدَه فأُمَّ سِمَاكٍ فلا تَجْزَعِي ، * فلِلْمَوتِ ما تَلِدُ الوالِدَه ثم قُتِل سِماكٌ فقالت أمُّ سماك لأَخيه مالِكٍ : قبَّح الله الحياة بعد سماك فاخْرُج في الطلب بأخيك ، فخرج فلَقِيَ قاتِلَ أَخيه في نَفَرٍ يَسيرٍ فقتله . قال وفي التنزيل العزيز : فالتَقَطَه آلُ فرعَون ليكونَ لهم عَدُوّاً وحَزَناً ؛ ولم يلتقطوه لذلك وإنما مآله العداوَة ، وفيه : ربّنا لِيَضِلُّوا عن سَبيلِك ؛ ولم يُؤْتِهم الزِّينةَ والأَموالَ للضلال وإِنما مآله الضلال ، قال : ومثله : إِني أَراني أعْصِرُ خَمْراً ؛ ومعلوم أَنه لم يَعْصِر الخمرَ ، فسماه خَمراً لأَنَّ مآله إلى ذلك ، قال : ومنها لام الجَحْد بعد ما كان ولم يكن ولا تَصْحَب إلا النفي كقوله تعالى : وما كان الله لِيُعذِّبَهم ، أي لأَن يُعذِّبهم ، ومنها لامُ التاريخ كقولهم : كَتَبْتُ لِثلاث خَلَوْن أي بَعْد ثلاث ؛ قال الراعي : حتّى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائِصٍ * جُدّاً ، تَعَاوَره الرِّياحُ ، وَبِيلا البائصُ : البعيد الشاقُّ ، والجُدّ : البئرْ وأَرادَ ماءَ جُدٍّ ، قال : ومنها اللامات التي تؤكِّد بها حروفُ المجازة ويُجاب بلام أُخرى توكيداً كقولك : لئنْ فَعَلْتَ كذا لَتَنْدَمَنَّ ، ولئن صَبَرْتَ لَترْبحنَّ . وفي التنزيل العزيز : وإِذ أَخذَ اللَّه ميثاق النبييّن لَمَا آتَيْتُكُم من كِتابٍ وحِكمة ثم جاءكم رسول مَصدِّقٌ لِما معكم لَتُؤمِنُنَّ به ولَتَنْصُرُنَّه [ الآية ] ؛ روى المنذري عن أبي طالب النحوي أَنه قال : المعنى في قوله لَمَا آتَيْتكم لَمَهْما آتيتكم
[1] قوله [ لخراب الدور ] الذي في القاموس والجوهري : لخراب الدهر . [2] قوله [ رب البلاد ] تقدم في مادة ملح : رب العباد .
562
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 562