نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 560
الجر ، لأَن لام الجر لا تقع في الأَفعال ، وتقعُ لامُ التوكيد في الأَفعال ، ألا ترى أنك لو قلت لِيعضْرِبْ ، وأنت تأْمُر ، لأَشبَه لامَ التوكيد إذا قلت إنك لَتَضْرِبُ زيداً ؟ وهذه اللام في الأَمر أَكثر ما اسْتُعْملت في غير المخاطب ، وهي تجزم الفعل ، فإن جاءَت للمخاطب لم يُنْكَر . قال الله تعالى : فبذلك فلْيَفرَحُوا هو خير ؛ أكثرُ القُرّاء قرؤُوا : فلْيَفرَحوا ، بالياء . وروي عن زيد بن ثابت أنه قرأَ : فبذلك فلْتَفْرَحوا ؛ يريد أَصحاب سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، هو خير مما يَجْمَعون ؛ أي مما يجمع الكُفَّار ؛ وقَوَّى قراءةَ زيد قراءةُ أُبيّ فبذلك فافْرَحوا ، وهو البِناء الذي خُلق للأَمر إذا واجَهْتَ به ؛ قال الفراء : وكان الكسائي يَعيب قولَهم فلْتَفْرَحوا لأَنه وجده قليلاً فجعله عَيْباً ؛ قال أبو منصور : وقراءة يعقوب الحضرمي بالتاء فلْتَفرَحوا ، وهي جائزة . قال الجوهري : لامُ الأَمْرِ تأْمُر بها الغائبَ ، وربما أَمرُوا بها المخاطَبَ ، وقرئ : فبذلك فلْتَفْرَحوا ، بالتاء ؛ قال : وقد يجوز حَذْفُ لامِ الأَمر في الشعر فتعمل مضْمرة كقول مُتمِّم بن نُوَيْرة : على مِثْلِ أَصحابِ البَعوضةِ فاخْمُشِي ، * لكِ الوَيْلُ حُرَّ الوَجْه أو يَبكِ من بَكى أراد : لِيَبْكِ ، فحذف اللام ، قال : وكذلك لامُ أَمرِ المُواجَه ؛ قال الشاعر : قلتُ لبَوَّابٍ لَدَيْه دارُها : * تِئْذَنْ ، فإني حَمْؤها وجارُها أراد : لِتَأْذَن ، فحذف اللامَ وكسرَ التاءَ على لغة من يقول أَنتَ تِعْلَمُ ؛ قال الأَزهري : اللام التي للأَمْرِ في تأْويل الجزاء ، من ذلك قولُه عز وجل : اتَّبِعُوا سَبِيلَنا ولْنَحْمِلْ خَطاياكم ؛ قال الفراء : هو أَمر فيه تأْويلُ جَزاء كما أَن قوله : ادْخُلوا مساكنكم لا يَحْطِمَنَّكم ، نهيٌ في تأْويل الجزاء ، وهو كثير في كلام العرب ؛ وأَنشد : فقلتُ : ادْعي وأدْعُ ، فإنَّ أنْدَى * لِصَوْتٍ أن يُناديَ داعِيانِ أي ادْعِي ولأَدْعُ ، فكأَنه قال : إن دَعَوْتِ دَعَوْتُ ، ونحو ذلك . قال الزجاج : وزاد فقال : يُقْرأُ قوله ولنَحْمِلْ خطاياكم ، بسكون اللام وكسرها ، وهو أَمر في تأْويل الشرط ، المعنى إِن تتبَّعوا سَبيلَنا حمَلْنا خطاياكم . [ لام التوكيد ] : وهي تتصل بالأَسماء والأَفعال التي هي جواباتُ القسم وجَوابُ إنَّ ، فالأَسماء كقولك : إن زيداً لَكَريمٌ وإنّ عمراً لَشُجاعٌ ، والأَفعال كقولك : إه لَيَذُبُّ عنك وإنه ليَرْغَبُ في الصلاح ، وفي القسَم : واللَّه لأَصَلِّيَنَّ وربِّي لأَصُومَنَّ ، وقال اللَّه تعالى : وإنَّ منكم لَمَنْ لَيُبَطِّئنّ ؛ أي مِمّنْ أَظهر الإِيمانَ لَمَنْ يُبَطِّئُ عن القتال ؛ قال الزجاج : اللامُ الأُولى التي في قوله لَمَنْ لامُ إنّ ، واللام التي في قوله ليُبَطِّئنّ لامُ القسَم ، ومَنْ موصولة بالجالب للقسم ، كأَنّ هذا لو كان كلاماً لقلت : إنّ منكم لَمنْ أَحْلِف بالله واللَّه ليُبَطِّئنّ ، قال : والنحويون مُجْمِعون على أنّ ما ومَنْ والذي لا يوصَلْنَ بالأَمر والنهي إلا بما يضمر معها من ذكر الخبر ، وأَن لامَ القسَمِ إِذا جاءت مع هذه الحروف فلفظ القَسم وما أَشبَه لفظَه مضمرٌ معها . قال الجوهري : أما لامُ التوكيد فعلى خمسة أَضرب ، منها لامُ الابتداء كقولك لَزيدٌ أَفضل من عمرٍو ، ومنها اللام التي تدخل في خبر إنّ المشددة والمخففة كقوله عز وجل : إِنّ ربَّك لبِالمِرْصادِ ، وقوله عز من قائلٍ : وإنْ كانت لَكبيرةً ؛ ومنها التي تكون جواباً لِلَوْ ولَوْلا كقوله تعالى : لولا أَنتم لَكُنَّا مؤمنين ، وقوله تعالى : لو تَزَيَّلُوا
560
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 560