responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 559


قوله عز وجل : رَبَّنا لِيَضِلُّلوا عن سبيلك ؛ هي لام كَيْ ، المعنى يا ربّ أَعْطيْتهم ما أَعطَيتَهم لِيضِلُّلوا عن سبيلك ؛ وقال أبو العباس أحمد بن يحيى : الاختيار أن تكون هذه اللام وما أَشبهها بتأْويل الخفض ، المعنى آتيتَهم ما آتيتَهم لضلالهم ، وكذلك قوله : فالتَقَطَه آلُ فهرْعون ليكونَ لهم ؛ معناه لكونه لأَنه قد آلت الحال إلى ذلك ، قال : والعرب تقول لامُ كي في معنى لام الخفض ، ولام الخفض في معنى لام كَي لِتقارُب المعنى ؛ قال الله تعالى : يَحْلِفون لكم لِترضَوْا عنهم ؛ المعنى لإِعْراضِكم [1] .
عنهم وهم لم يَحْلِفوا لكي تُعْرِضوا ، وإنما حلفوا لإِعراضِهم عنهم ؛ وأنشد :
سَمَوْتَ ، ولم تَكُن أَهلاً لتَسْمو ، * ولكِنَّ المُضَيَّعَ قد يُصابُ أَراد : ما كنتَ أَهلا للسُمُوِّ .
وقال أبو حاتم في قوله تعالى : لِيَجّزِيَهم الله أَحسنَ ما كانوا يَعْملون ؛ اللام في لِيَجْزيَهم لامُ اليمين كأنه قال لَيَجْزِيَنّهم الله ، فحذف النون ، وكسروا اللام وكانت مفتوحة ، فأَشبهت في اللفظ لامَ كي فنصبوا بها كما نصبوا بلام كي ، وكذلك قال في قوله تعالى : لِيَغْفِرَ لك الله ما تقدَّم من ذنبك وما تأَخر ؛ المعنى لَيَغْفِرنَّ الله لك ؛ قال ابن الأَنباري : هذا الذي قاله أبو حاتم غلط لأَنَّ لامَ القسم لا تُكسَر ولا ينصب بها ، ولو جاز أن يكون معنى لِيَجزيَهم الله لَيَجْزيَنَّهم الله لقُلْنا : والله ليقومَ زيد ، بتأْويل والله لَيَقُومَنَّ زيد ، وهذا معدوم في كلام العرب ، واحتج بأن العرب تقول في التعجب : أَظْرِفْ بزَيْدٍ ، فيجزومونه لشبَهِه بلفظ الأَمر ، وليس هذا بمنزلة ذلك لأَن التعجب عدل إلى لفظ الأَمر ، ولام اليمين لم توجد مكسورة قط في حال ظهور اليمين ولا في حال إضمارها ؛ واحتج مَن احتج لأَبي حاتم بقوله :
إذا هو آلى حِلْفةً قلتُ مِثْلَها ، * لِتُغْنِيَ عنِّي ذا أَتى بِك أَجْمَعا قال : أَراد لَتُغْنِيَنَّ ، فأَسقط النون وكسر اللام ؛ قال أَبو بكر : وهذه رواية غير معروفة وإنما رواه الرواة :
إذا هو آلى حِلْفَةً قلتُ مِثلَها ، * لِتُغْنِنَّ عنِّي ذا أَتى بِك أَجمَعا قال : الفراء : أصله لِتُغْنِيَنّ فأسكن الياء على لغة الذين يقولون رأيت قاضٍ ورامٍ ، فلما سكنت سقطت لسكونها وسكون النون الأَولى ، قال : ومن العرب من يقول اقْضِنٍ يا رجل ، وابْكِنَّ يا رجل ، والكلام الجيد : اقْضِيَنَّ وابْكِيَنَّ ؛ وأَنشد :
يا عَمْرُو ، أَحْسِنْ نَوالَ الله بالرَّشَدِ ، * واقْرَأ سلاماً على الأَنقاءِ والثَّمدِ وابْكِنَّ عَيْشاً تَوَلَّى بعد جِدَّتِه ، * طابَتْ أَصائلُه في ذلك البَلدِ قال أبو منصور : والقول ما قال ابن الأَنباري .
قال أبو بكر : سأَلت أبا العباس عن اللام في قوله عز وجل : لِيَغْفِرَ لك الله ، قال : هي لام كَيْ ، معناها إنا فتَحْنا لك فَتْحاً مُبِيناً لكي يجتمع لك مع المغفرة تمام النعمة في الفتح ، فلما انضم إلى المغفرة شيءٌ حادثٌ واقعٌ حسُنَ معنى كي ، وكذلك قوله : ليَجْزِيَ الذين آمنوا وعمِلوا الصالحاتِ ، هي لامُ كي تتصل بقوله : لا يعزُبُ عنه مثقال ذرّة ، إلى قوله : في كتاب مبين أَحصاه عليهم لكيْ يَجْزِيَ المُحْسِنَ بإحسانه والمُسِيءَ بإساءَته .
[ لام الأَمر ] : وهو كقولك لِيَضْرِبْ زيدٌ عمراً ؛ وقال أبو إسحق : أَصلها نَصْبٌ ، وإنما كسرت ليفرق بينها وبين لام التوكيد ولا يبالىَ بشَبهِها بلام



[1] قوله [ يحلفون لكم لترضوا عنهم ؛ المعنى لاعراصكم الخ ] هكذا في الأصل .

559

نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 559
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست