responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 553


تكون بمعنى إلا مع إن التي تكون جحداً قولُ الله عز وجل : إن كلٌّ إلا كذَّب الرُّسُلَ ؛ وهي قراءة قُرّاء الأَمْصار ؛ وقال الفراء : وهي في قراءة عبد الله : إن كلُّهم لمّا كذّب الرسلَ ، قال : والمعنى واحد .
وقال الخليل : لمَّا تكون انتِظاراً لشيء متوقَّع ، وقد تكون انقطاعةً لشيء قد مضى ؛ قال أَبو منصور : وهذا كقولك : لمَّا غابَ قُمْتُ .
قال الكسائي : لمّا تكون جحداً في مكان ، وتكون وقتاً في مكان ، وتكون انتظاراً لشيء متوقَّع في مكان ، وتكون بمعنى إلا في مكان ، تقول : بالله لمّا قمتَ عنا ، بمعنى إلا قمتَ عنا ؛ وأما قوله عز وجل : وإنَّ كُلاً لما ليُوَفِّيَنَّهم ، فإنها قرئت مخففة ومشددة ، فمن خفّفها جعل ما صلةً ، المعنى وإن كلاً ليوفينهم ربُّك أَعمالَهم ، واللام في لمّا لام إنّ ، وما زائدة مؤكدة لم تُغيِّر المعنى ولا العملَ ؛ وقال الفراء في لما ههنا ، بالتخفيف ، قولاً آخر جعل ما اسْماً للناس ، كما جاز في قوله تعالى : فانْكِحوا ما طابَ لكمْ منَ النساء ؛ أن تكون بمعنى مَن طابَ لكم ؛ المعنى وإن كلاً لمَا ليوفِّينَهم ، وأما الللام التي في قوله ليوفِّينَّهم فإنها لامٌ دخلت على نية يمينٍ فيما بين ما وبين صلتها ، كما تقول هذا مَنْ لَيذْهبَنّ ، وعندي مَنْ لَغيرُه خيْرٌ منه ؛ ومثله قوله عز وجل : وإنّ منكم لَمَنْ لَيُبَطِّئنَّ ؛ وأما مَن شدَّد لمّا من قوله لمّا ليوفينهم فإن الزجاج جعلها بمعنى إلا ، وأما الفراء فإنه زعم أن معناه لَمَنْ ما ، ثم قلبت النون ميماً فاجتمعت ثلاث ميمات ، فحذفت إحداهنّ وهي الوسطى فبقيت لمَّا ؛ قال الزجاج : وهذا القول ليس بشيء أيضاً لأَن مَنْ . . . [1] .
لا يجوز حذفها لأَنها اسم على حرفين ، قال : وزعم المازني أنّ لمّا أصلها لمَا ، خفيفة ، ثم شدِّدت الميم ؛ قال الزجاج : وهذا القول ليس بشء أَيضاً لأَن الحروف نحو رُبَّ وما أَشبهها يخفف ، ولا يثَقّل ما كان خفيفاً فهذا منتقض ، قال : وهذا جميع ما قالوه في لمَّا مشدّدة ، وما ولَما مخففتان مذكورتان في موضعهما .
ابن سيده : ومِن خَفيفِه لَمْ وهو حرف جازم يُنْفَى به ما قد مضى ، وإن لم يقع بَعْدَه إلا بلفظ الآتي .
التهذيب : وأما لَمْ فإنه لا يليها إلا الفعل الغابِرُ وهي تَجْزِمُه كقولك : لم يفعلْ ولم يسمعْ ؛ قال الله تعالى : لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ؛ قال الليث : لم عزيمةُ فِعْلٍ قد مضى ، فلمّا جُعِلَ الفعل معها على جهة الفعل الغابر جُزِمَ ، وذلك قولك : لم يخرُجْ زيدٌ إنما معناه لا خرَجَ زيد ، فاستقبحوا هذا اللفظ في الكلام فحمَلوا الفعل على بناء الغابر ، فإذا أُعِيدَت لا ولا مرّتين أو أَكثرَ حَسُنَ حينئذ ، لقول الله عز وجل : فلا صَدَّقَ ولا صَلَّى ؛ أي لم يُصَدِّق ولم يُصَلِّ ، قال : وإذا لم يُعد لا فهو في المنطق قبيح ، وقد جاء ؛ قال أمية :
وأيُّ عَبدٍ لك لا أَلَمَّا ؟
أي لم يُلِمَّ .
الجوهري : لمْ حرفُ نفي لِما مضى ، تقول : لم يفعلْ ذاك ، تريد أنه لم يكن ذلك الفعل منه فيما مضى من الزمان ، وهي جازمة ، وحروف الجزم : لمْ ولَمّا وأَلَمْ وأَلَمّا ؛ قال سيبويه : لم نفيٌ لقولك هو يفعل إذا كان في حال الفعل ، ولمّا نفْيٌ لقولك قد فعل ، يقول الرجلُ : قد ماتَ فلانٌ ، فتقول : لمّا ولمْ يَمُتْ ، ولمّا أَصله لم أُدخل عليه ما ، وهو يقع موقع لم ، تقول : أَتيتُك ولمّا أَصِلْ إليك أي ولم أَصِلْ إليك ، قال : وقد يتغير معناه عن معنى لم فتكون جواباً وسبباً لِما وقَع ولِما لم يَقع ، تقول : ضربته لَمّا ذهبَ ولمّا لم يذهبْ ، وقد يُخْتَزَلُ الفعل بعده تقول : قارْبتُ المكانَ ولمّا ، تريد ولمَّا أَدخُلْه ؛ وأنشد ابن بري :



[1] هكذا بياض بالأصل .

553

نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 553
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست