responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 552


أنه عَوَّذ ابنيه ، قال : وكان أبوكم إبراهيمُ يُعَوِّذ إسحق ويعقوب بهؤلاء الكلمات : أُعِيذُكُما بكلمة الله التامّة من كل شيطان وهامّة ، وفي رواية : من شرِّ كل سامّة ، ومن كل عين لامّة ؛ قال أبو عبيد : قال لامّة ولم يقل مُلِمّة ، وأصلها من أَلْمَمْت بالشيء تأْتيه وتُلِمّ به ليُزاوِج قوله من شرِّ كل سامّة ، وقيل : لأَنه لم يخرَد طريقُ الفعل ، ولكن يُراد أنها ذاتُ لَمَمٍ فقيل على هذا لامَّة كما قال النابغة :
كِلِيني لِهَمٍّ ، يا أُمَيْمة ، ناصِب ولو أراد الفعل لقال مُنْصِب .
وقال الليث : العينُ اللامّة هي العين التي تُصيب الإِنسان ، ولا يقولون لَمَّتْه العينُ ولكن حمل على النسب بذي وذات .
وفي حديث ابن مسعود قال : لابن آدم لَمَّتان : لَمّة من المَلَك ، ولَمّة من الشيطان ، فأما لمَّة الملك فاتِّعاذٌ بالخير وتَصْديق بالحق وتطييب بالنفس ، وأما لَمّةُ الشيطان فاتِّعادٌ بالشرّ وتكذيب بالحق وتخبيث بالنفس .
وفي الحديث : فأما لَمَّة الملَك فيَحْمَد الله عليها ويتعوَّذ من لمّة الشيطان ؛ قال شمر : اللِّمّة الهَمّة والخَطرة تقع في القلب ؛ قال ابن الأَثير : أراد إلمامَ المَلَك أو الشيطان به والقربَ منه ، فما كان من خَطَرات الخير فهو من المَلك ، وما كان من خطرات الشرّ فهو من الشيطان .
واللَّمّة : كالخطرة والزَّوْرة والأَتْية ؛ قال أَوس بن حجر :
وكان ، إذا ما الْتَمَّ منها بحاجةٍ ، * يراجعُ هِتْراً من تُماضِرَ هاتِرا يعني داهيةً ، جعل تُماضِر ، اسم امرأة ، داهية .
قال : والْتَمَّ من اللَّمّة أي زار ، وقيل في قوله للشيطان لَمّةٌ أي دُنُوٌّ ، وكذلك للمَلك لمَّة أي دُنوّ .
ويَلَمْلَم وألَمْلَم على البدل : جبل ، وقيل : موضع ، وقال ابن جني : هو مِيقاتٌ ، وفي الصحاح : ميْقاتُ أهل اليمن .
قال ابن سيده ؛ ولا أدري ما عَنى بهذا اللهم إلَّا أن يكون الميقات هنا مَعْلَماً من مَعالِم الحج ، التهذيب : هو ميقات أهل اليمن للإِحرام بالحج موضع بعينه .
التهذيب : وأما لَمّا ، مُرْسَلة الأَلِف مشدَّدة الميم غير منوّنة ، فلها معانٍ في كلام العرب : أحدها أنها تكون بمعنى الحين إذا ابتدئ بها ، أو كانت معطوفة بواو أو فاءٍ وأُجِيبت بفعل يكون جوابها كقولك : لمّا جاء القوم قاتَلْناهم أي حينَ جاؤُوا كقول الله عز وجل : ولَمّا وَرَد ماءَ مَدْيَن ، وقال : فلمّا بَلَغ معه السَّعْيَ قال يا بُنيَّ ؛ معناه كله حين ؛ وقد يقدّم الجوابُ عليها فيقال : اسْتَعَدَّ القومُ لقتال العَدُوِّ لمّا أَحَسُّوا بهم أي حين أَحَسُّوا بهم ، وتكون لمّا بمعنى لم الجازمة ؛ قال الله عز وجل : بل لمّا يَذُوقوا عذاب ؛ أي لم يذوقوه ، وتكون بمعنى إلَّا في قولك : سأَلتكَ لمَّا فعلت ، بمعنى إلا فعلت ، وهي لغة هذيل بمعنى إلا إذا أُجيب بها إن التي هي جَحْد كقوله عزَّ وجل : إنْ كلُّ نَفْسٍ لمَّا عليها حافظٌ ، فيمن قرأَ به ، معناه ما كل نفس إلا عليها حافظ ؛ ومثله قوله تعالى : وإن كلٌّ لمَّا جَميعٌ لَدَيْنا مُحْضَرون ؛ شدّدها عاصم ، والمعنى ما كلّ إلا جميع لدينا .
وقال الفراء : لما إذا وُضِعت في معنى إلا فكأَنها لمْ ضُمَّت إليها ما ، فصارا جميعاً بمعنى إن التي تكون جَحداً ، فضموا إليها لا فصارا جميعاً حرفاً واحداً وخرجا من حدّ الجحد ، وكذلك لمّا ؛ قال : ومثل ذلك قولهم : لولا ، إنما هي لَوْ ولا جُمِعتا ، فخرجت لَوْ مِنْ حدِّها ولا من الجحد إذ جُمِعتا فصُيِّرتا حرفاً ؛ قال : وكان الكسائي يقول لا أَعرفَ وَجْه لمَّا بالتشديد ؛ قال أبو منصور : ومما يدُلُّك على أن لمّا

552

نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 552
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست