نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 548
شَعَثَه يَلُمُّه لَمّاً : جمعَ ما تفرّق من أُموره وأَصلحه . وفي الدعاء : لَمَّ الله شعثَك أي جمع الله لك ما يُذْهب شعثك ؛ قال ابن سيده : أي جمعَ مُتَفَرِّقَك وقارَبَ بين شَتِيت أَمرِك . وفي الحديث : اللهمِّ الْمُمْ شَعَثَنا ، وفي حديث آخر : وتَلُمّ بها شَعَثي ؛ هو من اللَّمّ الجمع أَي اجمع ما تَشَتَّتَ من أَمْرِنا . ورجُل مِلَمٌّ : يَلُمُّ القوم أي يجمعهم . وتقول : هو الذي يَلُمّ أَهل بيته وعشيرَته ويجمعهم ؛ قال رؤبة : فابْسُط علينا كَنَفَيْ مِلَمّ أَي مُجَمِّع لِشَمْلِنا أَي يَلُمُّ أَمرَنا . ورجل مِلَمٌّ مِعَمٌّ إذا كان يُصْلِح أُمور الناس ويَعُمّ الناس بمعروفه . وقولهم : إنّ دارَكُما لَمُومةٌ أَي تَلُمُّ الناس وتَرُبُّهم وتَجْمعهم ؛ قال فَدَكيّ بن أَعْبد يمدح علقمة بن سيف : لأَحَبَّني حُبَّ الصَّبيّ ، ولَمَّني * لَمَّ الهِدِيّ إلى الكريمِ الماجِدِ [1] ابن شميل : لُمّة الرجلِ أَصحابُه إذا أَرادوا سفراً فأَصاب مَن يصحبه فقد أَصاب لُمّةً ، والواحد لُمَّة والجمع لُمَّة . وكلُّ مَن لقِيَ في سفره ممن يُؤنِسُه أَو يُرْفِدُه لُمَّة . وفي الحديث : لا تسافروا حتى تُصيبوا لُمَّة [2] . أَي رُفْقة . وفي حديث فاطمة ، رضوان الله عليها ، أَنها خرجت في لُمَّةٍ من نسائها تَتوطَّأ ذَيْلَها إلى أَبي بكر فعاتبته ، أَي في جماعة من نسائها ؛ قال ابن الأَثير : قيل هي ما بين الثلاثة إلى العشرة ، وقيل : اللُّمَّة المِثْلُ في السن والتِّرْبُ ؛ قال الجوهري : الهاء عوض من الهمزة الذاهبة من وسطه ، وهو مما أَخذت عينه كَسَه ومَه ، وأَصلها فُعْلة من المُلاءمة وهي المُوافقة . وفي حديث علي ، كرم الله وجهه : ألا وإنّ معاوية قادَ لُمَّة من الغواة أي جماعة . قال : وأما لُمَة الرجل مثله فهو مخفف . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أن شابة زُوِّجَت شيخاً فقتَلتْه فقال : أيها الناس لِيتزوَّج كلٌّ منكم لُمَتَه من النساء ولتَنْكح المرأةُ لُمَتَها من الرجال أي شكله وتِرْبَه وقِرْنَه في السِّن . ويقال : لك فيه لُمَةٌ أي أُسْوة ؛ قال الشاعر : فإن نَعْبُرْ فنحنُ لنا لُماتٌ ، * وإن نَغْبُرْ فنحن على نُدورِ وقال ابن الأَعرابي : لُمات أَي أَشباه وأَمثال ، وقوله : فنحن على ندور أي سنموت لا بدّ من ذلك . وقوله عز وجل : وتأْكلون التُّرابَ أَكْلاً لَمّاً ؛ قال ابن عرفة : أَكلاً شديداً ؛ قال ابن سيده : وهو عندي من هذا الباب ، كأنه أَكلٌ يجمع التُّراث ويستأْصله ، والآكلُ يَلُمُّ الثَّريدَ فيجعله لُقَماً ؛ قال الله عز وجل : وتأْكلون التُّراث أَكْلاً لَمّاً ؛ قال الفراء : أي شديداً ، وقال الزجاج : أي تأْكلون تُراث اليتامى لَمّاً أي تَلُمُّون بجميعه . وفي الصحاح : أَكْلاً لَمّاً أي نَصِيبَه ونصيب صاحبه . قال أبو عبيدة : يقال لَمَمْتُه أَجمعَ حتى أتيت على آخره . وفي حديث المغيرة : تأْكل لَمّاً وتُوسِع ذَمّاً أي تأْكل كثيراً مجتمعاً . وروى الفراء عن الزهري أنه قرأَ : وإنَّ كُلاً لَمّاً ، مُنَوَّنٌ ، ليُوَفِّيَنَّهم ؛ قال : يجعل اللَّمَّ شديداً كقوله تعالى : وتأكلون التُّراثَ أكلاً لَمّاً ؛ قال الزجاج : أراد وإن كلاً ليُوَفِّينهم جَمْعاً لأَن معنى اللَّمّ الجمع ، تقول :
[1] قوله [ لأَحبني ] أَنشده الجوهري : وأحبني . [2] قوله [ حتى تصيبوا لمة ] ضبط لمة في الأَحاديث بالتشديد كما هو مقتضى سياقها في هذه المادة ، لكن ابن الأَثير ضبطها بالتخفيف وهو مقتضى قوله : قال الجوهري الهاء عوض الخ وكذا قوله يقال لك فيه لمة الخ البيت مخفف فمحل ذلك كله مادة لأَم .
548
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 548