نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 549
لَمَمْت الشيء أَلُمُّه إذا جمعته . الجوهري : وإنَّ كلاً لماً ليوفينهم ، بالتشديد ؛ قال الفراء : أصله لممّا ، فلما كثرت فيها المِيماتُ حذفت منها واحد ، وقرأَ الزهري : لمّاً ، بالتنوين ، أي جميعاً ؛ قال الجوهري : ويحتمل أن يكون أن صلة لمن من ، فحذفت منها إحدى الميمات ؛ قال ابن بري : صوابه أن يقول ويحتمل أن يكون أصله لَمِن مَن ، قال : وعليه يصح الكلام ؛ يريد أن لَمّاً في قراءة الزهري أصلها لَمِنْ مَن فحذفت الميم ، قال : وقولُ من قال لَمّا بمعنى إلَّا ، فليس يعرف في اللغة . قال ابن بري : وحكى سيبويه نَشدْتُك الله لَمّا فَعَلْت بمعنى إلَّا فعلت ، وقرئ : إن كُلُّ نَفْس لَمّا عليها حافظٌ ؛ أي ما كل نفس إلا عليها حافظ ، وإن كل نفس لعليها [1] . حافظ . وورد في الحديث : أنْشُدك الله لَمّا فعلت كذا ، وتخفف الميم وتكونُ ما زائدة ، وقرئ بهما لما عليها حافظ . والإِلْمامُ واللَّمَمُ : مُقاربَةُ الذنب ، وقيل : اللَّمَم ما دون الكبائر من الذنوب . وفي التنزيل العزيز : الذينَ يَجْتَنِبون كبائِرَ الإِثْمِ والفواحِشَ إلا اللَّمَمَ . وألَمَّ الرجلُ : من اللَّمَمِ وهو صغار الذنوب ؛ وقال أميّة : إنْ تَغْفِر ، اللَّهمَّ ، تَغْفِرْ جَمّا * وأَيُّ عَبْدٍ لك لا أَلَمّا ؟ ويقال : هو مقارَبة المعصية من غير مواقعة . وقال الأَخفش : اللَّمَمُ المُقارَبُ من الذنوب ؛ قال ابن بري : الشعر لأُميَّة بن أَبي الصّلْت ؛ قال : وذكر عبد الرحمن عن عمه عن يعقوب عن مسلم بن أَبي طرفة الهذليّ قال : مر أَبو خِراش يسعى بين الصفا والمروة وهو يقول : لاهُمَّ هذا خامِسٌ إن تَمّا ، * أَتَمَّه الله ، وقد أَتَمَّا إن تغفر ، اللهم ، تغفر جمّاً * وأيُّ عبدٍ لك لا أَلَمَّا ؟ قال أبو إسحق : قيل اللَّمَمُ نحو القُبْلة والنظْرة وما أَشبهها ؛ وذكر الجوهري في فصل نول : إن اللَّمَم التقبيلُ في قول وَضّاح اليَمَن : فما نَوّلَتْ حتى تَضَرَّعْتُ عندَها ، * وأنْبأتُها ما رُخّصَ الله في اللَّمَمْ وقيل : إلَّا اللَّمَمَ : إلَّا أن يكونَ العبدُ ألَمَّ بفاحِشةٍ ثم تاب ، قال : ويدلّ عليه قوله تعالى : إنّ ربَّك واسِعُ المغفرة ؛ غير أن اللَّمَم أن يكونَ الإِنسان قد أَلَمَّ بالمعصية ولم يُصِرَّ عليها ، وإنما الإِلْمامُ في اللغة يوجب أنك تأْتي في الوقت ولا تُقيم على الشيء ، فهذا معنى اللَّمَم ؛ قال أبو منصور : ويدل على صاحب قوله قولُ العرب : أَلْمَمْتُ بفلانٍ إلْماماً وما تَزورُنا إلَّا لِمَاماً ؛ قال أبو عبيد : معناه الأَحيانَ على غير مُواظبة ، وقال الفراء في قوله إلَّا اللَّمَم : يقول إلَّا المُتقاربَ من الذنوب الصغيرة ، قال : وسمعت بعض العرب يقول : ضربته ما لَمَم القتلِ ؛ يريدون ضرباً مُتقارِباً للقتل ، قال : وسمعت آخر يقول : ألَمَّ يفعل كذا في معنى كاد يفعل ، قال : وذكر الكلبي أنها النَّظْرةُ من غير تعمُّد ، فهي لَمَمٌ وهي مغفورة ، فإن أَعادَ النظرَ فليس بلَمَمٍ ، وهو ذنب . وقال ابن الأَعرابي : اللَّمَم من الذنوب ما دُون الفاحشة . وقال أبو زيد : كان ذلك منذ شهرين أو لَمَمِها ، ومُذ شهر ولَمَمِه أو قِرابِ شهر . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : وإن مما يُنْبِتُ
[1] قوله [ وإن كل نفس لعليها حافظ ] هكذا في الأَصل وهو إنما يناسب قراءة لما يالتخفيف .
549
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 549