responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 523


في الكثرة ، وقيل : يحتمل أَن يريد عدد الأَذْكار أَو عدد الأُجُور على ذلك ، ونَصْبُ عدد على المصدر ؛ وفي حديث النساء : اسْتَحْلَلْتم فُرُوجَهن بكلمة الله ؛ قيل : هي قوله تعالى : فإمساك بمعروف أو تسريح بإحْسان ، وقيل : هي إباحةُ الله الزواج وإذنه فيه .
ابن سيده : الكلام القَوْل ، معروف ، وقيل : الكلام ما كان مُكْتَفِياً بنفسه وهو الجملة ، والقول ما لم يكن مكتفياً بنفسه ، وهو الجُزْء من الجملة ؛ قال سيبويه : اعلم أَنّ قُلْت إنما وقعت في الكلام على أَن يُحكى بها ما كان كلاماً لا قولاً ، ومِن أَدلّ الدليل على الفرق بين الكلام والقول إجماعُ الناس على أَن يقولوا القُرآن كلام الله ولا يقولوا القرآن قول الله ، وذلك أَنّ هذا موضع ضيِّق متحجر لا يمكن تحريفه ولا يسوغ تبديل شيء من حروفه ، فَعُبِّر لذلك عنه بالكلام الذي لا يكون إلا أَصواتاً تامة مفيدة ؛ قال أَبو الحسن : ثم إنهم قد يتوسعون فيضعون كل واحد منهما موضع الآخر ؛ ومما يدل على أَن الكلام هو الجمل المتركبة في الحقيقة قول كثيِّر :
لَوْ يَسْمَعُونَ كما سمِعتُ كلامَها ، * خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعاً وسُجُودا فمعلوم أَن الكلمة الواحدة لا تُشجِي ولا تُحْزِنُ ولا تَتملَّك قلب السامع ، وإنما ذلك فيما طال من الكلام وأَمْتَع سامِعِيه لعُذوبة مُسْتَمَعِه ورِقَّة حواشيه ، وقد قال سيبويه : هذا باب أَقل ما يكون عليه الكلم ، فدكر هناك حرف العطف وفاءه ولام الابتداء وهمزة الاستفهام وغير ذلك مما هو على حرف واحد ، وسمى كل واحدة من ذلك كلمة .
الجوهري : الكلام اسم جنس يقع على القليل والكثير ، والكَلِمُ لا يكون أقل من ثلاث كلمات لأَنه جمع كلمة مثل نَبِقة ونَبِق ، ولهذا قال سيبويه : هذا باب علم ما الكلِمُ من العربية ، ولم يقل ما الكلام لأَنه أَراد نفس ثلاثة أَشياء : الاسم والفِعْل والحَرف ، فجاء بما لا يكون إلا جمعاً وترك ما يمكن أن يقع على الواحد والجماعة ، وتميم تقول : هي كِلْمة ، بكسر الكاف ، وحكى الفراء فيها ثلاث لُغات : كَلِمة وكِلْمة وكَلْمة ، مثل كَبِدٍ وكِبْدٍ وكَبْدٍ ، ووَرِقٍ ووِرْقٍ ووَرْقٍ ، وقد يستعمل الكلام في غير الإِنسان ؛ قال :
فَصَبَّحَتْ ، والطَّيْرُ لَمْ تَكَلَّمِ ، * جابِيةً حُفَّتْ بِسَيْلٍ مُفْعَمِ [1] وكأَنّ الكلام في هذا الاتساع إنما هو محمول على القول ، أَلا ترى إلى قلة الكلام هنا وكثرة القول ؟ والكِلْمَة : لغةٌ تَميمِيَّةٌ ، والكَلِمة : اللفظة ، حجازيةٌ ، وجمعها كَلِمٌ ، تذكر وتؤنث .
يقال : هو الكَلِمُ وهي الكَلِمُ .
التهذيب : والجمع في لغة تميم الكِلَمُ ؛ قال رؤبة :
لا يَسْمَعُ الرَّكْبُ به رَجْعَ الكِلَمْ وقال سيبويه : هذا باب الوقف في أَواخر الكلم المتحركة في الوصل ، يجوز أن تكون المتحركة من نعت الكَلِم فتكون الكلم حينئذ مؤنثة ، ويجوز أن تكون من نعت الأَواخر ، فإذا كان ذلك فليس في كلام سيبويه هنا دليل على تأْنيث الكلم بل يحتمل الأَمرين جميعاً ؛ فأَما قول مزاحم العُقَيليّ :
لَظَلّ رَهِيناً خاشِعَ الطَّرْفِ حَطَّه * تَحَلُّبُ جَدْوَى والكَلام الطَّرائِف فوصفه بالجمع ، فإنما ذلك وصف على المعنى كما حكى أَبو الحسن عنهم من قولهم : ذهب به الدِّينار الحُمْرُ



[1] قوله [ مفعم ] ضبط في الأَصل والمحكم هنا بصيغة اسم المفعول وبه أيضاً ضبط في مادة فعم من الصحاح .

523

نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 523
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست