نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 498
والمقام : موضع القدمين ؛ قال : هذا مَقامُ قَدَمَي رَباحِ ، * غُدْوَةَ حتَّى دَلَكَتْ بَراحِ ويروى : بِراحِ . والمُقامُ والمُقامةُ : الموضع الذي تُقيم فيه . والمُقامة ، بالضم : الإِقامة . والمَقامة ، بالفتح : المجلس والجماعة من الناس ، قال : وأما المَقامُ والمُقامُ فقد يكون كل واحد منهما بمعنى الإِقامة ، وقد يكون بمعنى موضع القِيام ، لأَنك إذا جعلته من قام يَقُوم فمفتوح ، وإن جعلته من قام يُقِيمُ فَمضْموم ، فإن الفعل إذا جاوز الثلاثة فالموضع مضموم الميم ، لأَنه مُشَبَّه ببنات الأَربعة نحو دَحْرَجَ وهذا مُدَحْرَجُنا . وقوله تعالى : لا مقَامَ لكم ، أي لا موضع لكم ، وقُرئ لا مُقام لكم ، بالضم ، أي لا إقامة لكم . وحَسُنت مُستقَرّاً ومُقاماً ؛ أَي موضعاً ؛ وقول لبيد : عَفَتِ الدِّيارُ : مَحلُّها فَمُقامُها * بِمنىً ، تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها يعني الإِقامة . وقوله عزَّ وجل : كم تركوا من جنات وعيون وزُروع ومَقام كَريم ؛ قيل : المَقامُ الكريم هو المِنْبَر ، وقيل : المنزلة الحسَنة . وقامت المرأَة تَنُوح أَي جعَلت تنوح ، وقد يُعْنى به ضدّ القُعود لأَن أكثر نوائح العرب قِيامٌ ؛ قال لبيد : قُوما تَجُوبانِ مَعَ الأَنْواح وقوله : يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ * أَفضَلُ من يومِ احْلِقِي وقُومي إنما أَراد الشدّة فكنى عنه باحْلِقي وقومي ، لأَن المرأَة إذا مات حَمِيمها أو زوجها أو قُتل حلَقَت رأْسها وقامَت تَنُوح عليه . وقولهم : ضَرَبه ضَرْبَ ابنةِ اقْعُدي وقُومي أي ضَرْبَ أمة ، سميت بذلك لقُعودها وقِيامه في خدمة مواليها ، وكأنَّ هذا جعل اسماً ، وإن كان فِعْلاً ، لكونه من عادتها كما قال : إن الله ينهاكم عن قِيلٍ وقالٍ . وأَقامَ بالمكان إقاماً وإقامةً ومُقاماً وقامةً ؛ الأَخيرة عن كراع : لَبِثَ . قال ابن سيده : وعندي أن قامة اسم كالطَّاعةِ والطَّاقَةِ . التهذيب : أَقَمْتُ إقامةً ، فإذا أَضَفْت حَذَفْت الهاء كقوله تعالى : وإقام الصلاةِ وإيتاء الزكاةِ . الجوهري : وأَقامَ بالمكان إقامةً ، والهاء عوض عن عين الفعل لأَن أصلَه إقْواماً ، وأَقامَه من موضعه . وأقامَ الشيء : أَدامَه ، من قوله تعالى : ويُقِيمون الصلاةَ ، وقوله تعالى : وإنَّها لبِسَبيل مُقِيم ؛ أراد إن مدينة قوم لوط لبطريق بيِّن واضح ؛ هذا قول الزجاج . والاسْتِقامةُ : الاعْتدالُ ، يقال : اسْتَقامَ له الأَمر . وقوله تعالى : فاسْتَقِيمُوا إليه أي في التَّوَجُّه إليه دون الآلهةِ . وقامَ الشيءُ واسْتقامَ : اعْتدَل واستوى . وقوله تعالى : إن الذين قالوا ربُّنا الله ثم اسْتَقاموا ؛ معنى قوله اسْتَقامُوا عملوا بطاعته ولَزِموا سُنة نبيه ، صلى الله عليه وسلم . وقال الأَسود بن مالك : ثم استقاموا لم يشركوا به شيئاً ، وقال قتادة : استقاموا على طاعة الله ؛ قال كعب بن زهير : فَهُمْ صَرفُوكم ، حينَ جُزْتُمْ عنِ الهُدَى ، * بأَسْيافِهِمْ حَتَّى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَمْ قال : القِيَمُ الاسْتِقامةُ . وفي الحديث : قل آمَنتُ بالله ثم اسْتَقِمْ ؛ فسر على وجهين : قيل هو الاسْتقامة على الطاعة ، وقيل هو ترك الشِّرك . أَبو زيد : أَقمْتُ الشيء وقَوَّمْته فَقامَ بمعنى اسْتقام ، قال : والاسْتِقامة اعتدال الشيء واسْتِواؤه . واسْتَقامَ فلان بفلان أي مدَحه وأَثنى عليه . وقامَ مِيزانُ النهار إذا انْتَصفَ ،
498
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 498