نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 497
والقامةُ : جمع قائم ؛ عن كراع . قال ابن بري رحمه الله : قد ترتجل العرب لفظة قام بين يدي الجمل فيصير كاللغو ؛ ومعنى القِيام العَزْمُ كقول العماني الراجز للرشيد عندما همَّ بأَن يعهد إلى ابنه قاسم : قُل للإِمامِ المُقْتَدَى بأَمِّه : * ما قاسِمٌ دُونَ مَدَى ابنِ أُمِّه ، فَقَدْ رَضِيناه فَقُمْ فسَمِّه أي فاعْزِمْ ونُصَّ عليه ؛ وكقول النابغة الذبياني : نُبِّئتُ حِصْناً وحَيّاً مِن بَني أَسَدٍ * قامُوا فقالُوا ؛ حِمانا غيرُ مَقْروبِ أَي عَزَموا فقالوا ؛ وكقول حسان بن ثابت : علاما قامَ يَشْتُمُني لَئِيمٌ ، * كخِنْزِيرٍ تَمَرَّغَ في رَمادِ [1] معناه علام يعزم على شتمي ؛ وكقول الآخر : لَدَى بابِ هِنْدٍ إذْ تَجَرَّدَ قائما ومنه قوله تعالى : وإنه لما قامَ عبد الله يدعوه ؛ أي لما عزم . وقوله تعالى : إذ قاموا فقالوا ربُّنا ربُّ السماوات والأَرض ؛ أي عزَموا فقالوا ، قال : وقد يجيء القيام بمعنى المحافظة والإِصلاح ؛ ومنه قوله تعالى : الرجال قوّامون على النساء ، وقوله تعالى : إلا ما دمت عليه قائماً ؛ أي ملازماً محافظاً . ويجيء القيام بمعنى الوقوف والثبات . يقال للماشي : قف لي أي تحبَّس مكانَك حتى آتيك ، وكذلك قُم لي بمعنى قف لي ، وعليه فسروا قوله سبحانه : وإذا أَظلم عليهم قاموا ؛ قال أهل اللغة والتفسير : قاموا هنا بمعنى وقَفُوا وثبتوا في مكانهم غير متقدّمين ولا متأَخرين ، ومنه التَّوَقُّف في الأَمر وهو الوقُوف عنده من غير مُجاوَزة له ؛ ومنه الحديث : المؤمن وَقَّافٌ متَأَنّ ، وعلى ذلك قول الأَعشى : كانت وَصاةٌ وحاجاتٌ لها كَفَفُ ، * لَوْ أَنَّ صْحْبَكَ ، إذْ نادَيْتَهم ، وقَفُوا أي ثبتوا ولم يتقدَّموا ؛ ومنه قول هُدبة يصف فلاة لا يُهتدى فيها : يَظَلُّ بها الهادي يُقلِّبُ طَرْفَه ، * يَعَضُّ على إبْهامِه ، وهو واقِفُ أَي ثابت بمكانه لا يتقدَّم ولا يتأَخر ؛ قال : ومنه قول مزاحم : أَتَعْرِفُ بالغَرَّيْنِ داراً تَأبَّدَتْ ، * منَ الحَيِّ ، واستَنَّتْ عَليها العَواصِفُ وقَفْتُ بها لا قاضِياً لي لُبانةً ، * ولا أَنا عنْها مُسْتَمِرٌّ فَصارِفُ قال : فثبت بهذا ما تقدم في تفسير الآية . قال : ومنه قامت الدابة إذا وقفت عن السير . وقام عندهم الحق أي ثبت ولم يبرح ؛ ومنه قولهم : أقام بالمكان هو بمعنى الثبات . ويقال : قام الماء إذا ثبت متحيراً لا يجد مَنْفَذاً ، وإذا جَمد أيضاً ؛ قال : وعليه فسر بيت أبي الطيب : وكذا الكَريمُ إذا أَقام بِبَلدةٍ ، * سالَ النُّضارُ بها وقام الماء أي ثبت متحيراً جامداً . وقامَت السُّوق إذا نفَقت ، ونامت إذا كسدت . وسُوق قائِمة : نافِقة . وسُوق نائِمة : كاسِدة . وقاوَمْتُه قِواماً : قُمْت معه ، صحَّت الواو في قِوام لصحتها في قاوَم . والقَوْمةُ : ما بين الركعتين من القِيام . قال أَبو الدُّقَيْش : أُصلي الغَداة قَوْمَتَيْنِ ، والمغرب ثلاث قَوْمات ، وكذلك قال في الصلاة .
[1] قوله [ علاما ] ثبتت ألف ما في الإِستفهام مجرورة بعلى في الأَصل ، وعليها فالجزء موفور وإن كان الأَكثر حذفها حينئذ .
497
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 497