نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 384
وعَثَمَ العظمُ المكسورُ إذا انجَبر على غير استواء ، وعَثَمْتُه أَنا ، يتعدّى ولا يتعدّى . وعَثَمه يَعْثِمُه عَثْماً وعَثَّمه ، كلاهما : جَبَره ، وخص بعضُهم به جَبْرَ اليد على غير استواء . يقال : عَثَمَتْ يدُه تَعْثِمُ وعَثَمْتُها أنا إذا جَبرْتَها على غير استواء . وقال الفراء : تَعْثُم ، بضم الثاء ، وتَعْثُل مثله ؛ قال ابن جني : هذا ونحوه من باب فَعَلَ وفعَلْتُه شاذٌّ عن القياس ، وإن كان مطرداً في الاستعمال ، إلا أن له عندي وجهاً لأَجله جاز ، وهو أَن كل فاعل غيرَ القديم سبحانه فإنما الفِعْلُ فيه شيءٌ أُعِيرَه وأُعْطِيَه وأُقدِرَ عليه ، فهو وإن كان فاعِلاً فإنه لما كان مُعاناً مُقْدَراً صار كأَنَّ فعله لغيره ، ألا ترى إلى قوله سبحانه : وما رَمَيْتَ إذ رَمَيتَ ولكنَّ الله رَمى ؟ قال : وقد قال بعضُ الناس إن الفعلَ لله وإن العبدَ مُكْتَسِبٌ ، قال : وإن كان هذا خطأ عندنا فإنه قولٌ لقوم ، فلما كان قولُهم عَثَم العظمُ وعَثَمْتُه أنَّ غيره أعانه [1] ، وإنْ جرى لفظُ الفعل له تجاوَزَتِ العربُ ذلك إلى أن أَظهرت هناك فِعْلاً بلفظ الأَوَّلِ مُتَعدِّياً ، لأَنه كان فاعِلُه في وقت فعلِه إياه ، إنما هو مُشاءٌ إليه أَو مُعانٌ عليه ، فخَرج اللفظان لما ذكرنا خُروجاً واحداً ، فاعْرِفْه ، وربما استعمل في السيف على التشبيه ؛ قال : فقد يُقْطَعُ السيفُ اليَماني وجَفْنُه * شَباريقَ أَعشارٍ عُثِمْنَ على كَسْرِ قال ابن شميل : العَثْمُ في الكَسْر والجُرْحِ تَداني العَظمِ حتى هَمَّ أَن يَجْبُر ولم يجْبُرْ بعدُ كما ينبغي . يقال : أَجَبَر عظمُ البعير ؟ فيقال : لا ، ولكنه عَثَم ولم يجْبُر . وقد عَثَم الجرحُ : وهو أَن يَكْنُبَ ويَجْلُبَ ولم يَبرأْ بعدُ . وفي حديث النَّخَعي : في الأَعضاء إذا انجبرَتْ على غير عَثْمٍ صُلحٌ ، وإذا انجبرتْ على عَثْمٍ الدِّيةُ . يقال : عَثَمْت يَدَه فعَثَمَتْ إذا جَبرتَها على غير استواء وبقي فيها شيءٌ لم يَنحَكِمْ ، ومثله من البناء رَجَعْتُه فرَجَع ووقَفْته فوَقَفَ ، ورواه بعضهم عَثَلَ ، باللام ، وهو بمعناه ؛ وأَما قول عمرو بن الإِطنابَةِ لأُحيحة بن الجُلاحِ : فِيمَ تَبْغِي ظُلْمَنا ولِمَه * في وُسوقٍ عَثْمةٍ قَنِمه ؟ فإن ثعلباً قال : عَثْمة فاسدة وأَظن أَنها ناقصة مشتق من العَثْمِ ، وهو ما قدَّمْنا من أَن يجْبَر العَظمُ على غير استواء ، وإن شئتَ قلتَ إن أَصل العَثْمِ الذي هو جَبر العظمِ الفسادُ أَيضاً ، لأَن ذلك النوعَ من الجبْر فسادٌ في العظم ونقصانٌ عن قوّته التي كان عليها أَو عن شكله . ابن الأَعرابي : العُثُم جمع عاثِمٍ وهم المُجَبِّرون ، عَثَمَه إذا جَبَرَه . وحكى ابن الأَعرابي عن بعض العرب : إني لأَعثِم شيئاً من الرَّجَز أَي أَنتِفُ . والعَيْثومُ : الضخم الشديد من كل شيء . وجمل عَيْثُومٌ : ضَخم شديد ؛ وأَنشد لعلقمة بن عَبْدة : يَهْدي بها أَكلَفُ الخَدَّينِ مُخْتَبَرٌ ، * من الجِمالِ ، كثيرُ اللحمِ عَيْثُومُ والعَيْثُوم : الفيلُ ، وكذلك الأُنثى ؛ قال الأَخطل : ومُلَحَّبٍ خَضِلِ النَّباتِ ، كأَنما * وَطِئَتْ عليه ، بخُفِّها ، العَيْثومُ مُلَحَّبٌ : مُجَرَّحٌ ؛ وقال الشاعر : وقد أَسِيرُ أَمامَ الحَيِّ تَحْمِلُني * والفَضْلَتَينِ كِنازُ اللحمِ عَيثُومُ
[1] قوله [ أن غيره أعانه ] هكذا في الأَصل ، ولعل في الكلام سقطاً .
384
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 384