نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 382
القومُ وعَتَّمُوا تَعْتِيماً : ساروا في ذلك الوقت ، أَو أَوْرَدُوا أو أَصْدَروا ، أَو عَمِلوا أَيَّ عَمَلٍ كان ، وقيل : العَتَمةُ وقتُ صلاةِ العشاء الأَخيرةِ ، سميت بذلك لاسْتِعْتامِ نَعَمِها ، وقيل : لِتَأخُّر وقتِها . ابن الأَعرابي : عَتَم الليلُ وأَعْتَم إذا مَرَّ قِطْعةٌ من الليل ، وقال : إذا ذَهب النهارُ وجاء الليل فقد جَنَح الليلُ . وفي الحديث : لا يَغْلِبَنَّكُم الأَعرابُ على اسْمِ صَلاتِكم العشاءِ ؛ فإن اسْمها في كتاب الله العِشاءُ ، وإنما يُعْتَمُ بحِلابِ الإِبل ؛ قوله : إنما يُعْتَمُ بِحلابِ الإِبل ، معناه لا تُسَمُّوها صلاةَ العَتَمة فإن الأَعرابَ الذين يَحْلُبُونَ إبلَهم إذا أَعْتَموا أَي دخلوا في وقت العَتَمة سَمَّوْها صلاةَ العَتَمة ، وسَمَّاها الله عز وجل في كتابه صلاةَ العشاء ، فسَمُّوها كما سَمَّاها الله لا كما سماها الأَعرابُ ، فنهاهم عن الاقتداء بهم ، ويُستحَبُّ لهم التَّمَسُّكُ بالاسم الناطق به لسانُ الشريعةِ ، وقيل : أراد لا يَغُرَّنَّكُمْ فعْلُهم هذا فَتُؤَخِّروا صلاتكم ولكن صَلُّوها إذا حانَ وقْتُها . وعَتَمةُ الليلِ : ظلامُ أَوَّله عند سقوطِ نور الشفقِ . يقال : عَتَم الليلُ يَعْتِمُ . وقد أَعْتَم الناسُ إذا دَخَلوا في وقت العَتَمة ، وأَهلُ البادِية يُرِيحون نَعَمَهم بُعَيْدَ المَغْرِب ويُنِيخُونَها في مُراحِها ساعةً يَسْتَفِيقونها ، فإذا أَفاقَت وذلك بعد مَرِّ قطعة من الليلِ أَثارُوها وحَلَبوها ، وتلك الساعةُ تُسَمَّى عَتَمةً ، وسمعتهم يقولون : اسْتَعْتِمُوا نَعَمَكم حتى تُفِيقَ ثم احْتَلِبوها . وفي حديث أَبي ذَرّ : واللِّقاحُ قد رُوِّحَتْ وحُلِبتْ عَتَمتُها أَي حُلِبَتْ ما كانت تُحْلَبُ وقتَ العَتَمةِ ، وهم يُسَمُّون الحِلاب عَتَمةً باسم الوقت . ويقال : قَعَدَ فلان عندنا قَدْرَ عَتَمة الحَلائبِ أَي احْتَبَس قدر احْتِباسها للإِفاقَةِ . وأَصلُ العَتْمِ في كلام العرب المُكْثُ والاحْتِباسُ . قال ابن سيده : والعَتَمةُ بقِيَّةُ اللبنِ تُفيقُ بها النَّعَمُ في تلك الساعةِ . يقال : حَلَبْنا عَتَمةً . وعَتَمةُ الليلُ : ظَلامُه . وقوله : طَيْفٌ أَلَمْ بذِي سَلَمْ ، يَسْرِي عَتَمْ بينَ الخِيَمْ ، يجوز أَن يكون على حذف الهاء كقولهم هو أَبو عُذْرِها ؛ وقوله : أَلا ليتَ شِعْرِي هل تَنَظَّرَ خالِدٌ * عِيادِي على الهِجْرانِ أَم هو يائِسُ ؟ قد يكون من البُطْءِ أَي يَسْري بطِيئاً ، وقد عَتَم الليلُ يَعْتِمُ . وعَتَمَةُ الإِبلِ : رُجوعُها من المَرْعى بعدما تُمْسي . وناقةٌ عَتُومٌ : وهي التي لا تَزالُ تَعَشَّى حتى تَذْهَبَ ساعةٌ من الليل ولا تُحْلَبُ إلا بعد ذلك الوقت ؛ قال الراعي : أُدِرُّ النَّسا كيْلا تَدِرَّ عَتُومُها والعَتُومُ : الناقةُ التي لا تَدِرُّ إلا عَتَمَةً . قال ابن بري : قال ثعلب العَتُومة الناقةُ الغزيرةُ الدَّرّ ؛ وأَنشد لعامر بن الطُّفَيْلِ : سُودٌ صَناعِيَةٌ ، إذا ما أَوْرَدُوا * صَدَرَتْ عَتُومَتُهمْ ، ولَمَّا تُحْلَبِ صُلْعٌ صَلامعةٌ ، كأَنَّ أُنُوفَهُمْ * بَعَرٌ يُنَظِّمه الوَلِيدُ بِمَلْعَب لا يَخْطُبونَ إلى الكرامِ بنَاتِهمْ ، * وتَشِيبُ أَيِّمُهُمْ ولما تُخْطَبِ ويروى : يُنَظَّمُه وَليدٌ يَلْعَبُ سُودٌ صَناعِيَةٌ : يَصْنعونَ المالَ ويُسَمّنُونَه ،
382
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 382