نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 35
أَأَبْثُره مالي ويَحْتِرُ رِفْدَه ؟ * تَبَيَّنْ رُوَيْداً ما أُمامةُ من هِنْدِ أَراد بأُمامة ما تقدَّم ، وأَراد بِهِنْد هُنَيْدَة وهي المائة من الإِبل ؛ قال ابن سيده : هكذا فسره أَبو العَلاء ؛ ورواية الحَماسة : أَيُوعِدُني ، والرَّمْلُ بيني وبينه ؟ * تَبَيَّنْ رُوَيْداً ما أُمامة من هِنْدِ وأَما : من حروف الابتداء ومعناها الإِخْبار . وإمَّا في الجَزاء : مُرَكَّبة من إنْ ومَا . وإمَّا في الشَّكِّ : عَكْسُ أو في الوضع ، قال : ومن خَفِيفِه أَمْ . وأَمْ حرف عَطف ، معناه الاستفهام ، ويكون بمعنى بَلْ . التهذيب : الفراء أَمْ في المعنى تكون ردّاً على الاستفهام على جِهَتَيْن : إحداهما أن تُفارِق معنى أَمْ ، والأُخرى أن تَسْتَفْهِم بها على جهة النّسَق ، والتي يُنْوى به الابتداء إلَّا أَنه ابتداء متصِل بكلام ، فلو ابْتَدَأْت كلاماً ليس قبله كلامٌ ثم استَفْهَمْت لم يكن إلا بالأَلف أو بهَلْ ؛ من ذلك قوله عز وجل : ألم تَنْزيلُ الكِتاب لا رَيْبَ فيه مِن رَبِّ العالَمين أمْ يَقولونَ افْتَراه ، فجاءت بأَمْ وليس قَبْلَها استفهام فهذه دليل على أَنها استفهام مبتدأٌ على كلام قد سبقه ، قال : وأَما قوله أَمْ تُريدُون أن تَسْأَلوا رَسولَكم ، فإن شئت جعَلْته استفهاماً مبتدأً قد سبقه كلامٌ ، وإن شئت جعَلْته مردوداً على قوله ما لنا لا نرى [1] ، ومثله قوله : أَلَيْسَ لي مُلْكُ مِصْرَ وهذه الأَنهارُ تَجْري من تحتي ، ثم قال : أَم أَنا خَيْرٌ ، فالتفسير فيهما واحدٌ . وقال الفراء : وربما جَعَلتِ العرب أَمْ إذا سبقها استفهام ولا يَصْلُح فيه أَمْ على جهة بَلْ فيقولون : هل لك قِبَلَنا حَقٌّ أَم أَنتَ رجل معروف بالظُّلْم ، يُريدون بل أنت رجُل معروف بالظُّلْم ؛ وأَنشد : فوَالله ما أَدري أَسَلْمى تَغَوَّلَتْ ، * أَمِ النَّوْمُ أَمْ كلٌّ إليَّ حَبِيبُ يُريد : بَلْ كلٌّ ، قال : ويفعلون مثل ذلك بأَوْ ، وهو مذكور في موضعه ؛ وقال الزجاج : أَمْ إذا كانت معطوفة على لفظ الاستفهام فهي معروفة لا إشكال فيها كقولك زيد أَحسن أَمْ عَمرو ، أَكذا خيرٌ أَمْ كذا ، وإذا كانت لا تقَعُ عطفاً على أَلِف الاستفهام ، إلا أَنها تكون غير مبتدأَة ، فإنها تُؤذِن بمعنى بَلْ ومعنى أَلف الاستفهام ، ثم ذكر قول الله تعالى : أَمْ تُريدُون أَن تَسأَلوا رَسُولكم ، قال : المعنى بَلْ تُريدون أَن تَسأَلوا رسولَكم ، قال : وكذلك قوله : ألم تَنْزيلُ الكتاب لا رَيب فيه من ربِّ العالمين أمْ يَقولون افْتَراه ؛ قال : المعنى بَلْ يقولون افْتَراه ، قال الليث : أَمْ حَرْف أَحسَن ما يكون في الاستفهام على أَوَّله ، فيصير المعنى كأَنه استفهام بعد استفهام ، قال : ويكون أمْ بمعنى بَلْ ، ويكون أم بمعنى ألِف الاستفهام كقولك : أَمْ عِنْدك غَداء حاضِرٌ ؟ وأنت تريد : أَعِندَك غداء حاضِرٌ وهي لغة حسنة من لغات العرب ؛ قال أَبو منصور : وهذا يَجُوز إذا سبقه كلام ، قال الليث : وتكون أَمْ مبتدَأَ الكلام في الخبر ، وهي لغة يَمانية ، يقول قائلُهم : أم نَحْن خَرَجْنا خِيارَ الناس ، أَمْ نُطْعِم الطَّعام ، أَمْ نَضْرِب الهامَ ، وهو يُخْبِر . وروي عن أبي حاتم قال : قال أَبو زيد أَم تكون زائدة لغةُ أَهل اليمن ؛ قال وأَنشد :
[1] قوله [ وان شئت جعلته مردوداً على قوله ما لنا لا نرى ] هكذا في الأَصل .
35
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 35