responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 36


يا دَهْن أَمْ ما كان مَشْيي رَقَصا ، * بل قد تكون مِشْيَتي تَوَقُّصا أَراد يا دَهْناء فَرَخَّم ، وأَمْ زائدة ، أراد ما كان مَشْيي رَقَصاً أي كنت أَتَوقَّصُ وأَنا في شَبِيبتي واليومَ قد أَسْنَنْت حتى صار مَشيي رَقَصاً ، والتَّوَقُّص : مُقارَبةُ الخَطْو ؛ قال ومثلُه :
يا ليت شعري ولا مَنْجى من الهَرَمِ ، * أَمْ هلْ على العَيْش بعدَ الشَّيْب مِن نَدَمِ ؟
قال : وهذا مذهب أَبي زيد وغيره ، يذهَب إلى أَن قوله أَمْ كان مَشْيي رَقَصاً معطوف على محذوف تقدّم ، المعنى كأَنه قال : يا دَهْن أَكان مَشْيي رَقَصاً أَمْ ما كان كذلك ، وقال غيره : تكون أَمْ بلغة بعض أَهل اليَمن بمعنى الأَلِف واللامِ ، وفي الحديث : ليس من امْبرِّ امْصِيامُ في امْسَفَر أي ليس من البِرِّ الصِّيامُ في السفَر ؛ قال أَبو منصور : والأَلفُ فيها أَلفُ وَصْلٍ تُكْتَب ولا تُظْهر إذا وُصِلت ، ولا تُقْطَع كما تُقْطَع أَلِف أَم التي قدَّمنا ذكْرَها ؛ وأَنشد أَبو عبيد :
ذاكَ خَلِيلي وذُو يُعاتِبُني ، * يَرْمي ورائي بامْسَيْفِ وامْسَلِمَه ألا تراه كيف وَصَل الميمَ بالواو ؟ فافهمه .
قال أَبو منصور : الوجه أن لا تثبت الأَلف في الكِتابة لأَنها مِيمٌ جعلتْ بدَلَ الأَلفِ واللام للتَّعْريف .
قال محمد ابن المكرَّم : قال في أَوَّل كلامه : أَمْ بلغة اليمن بمعنى الأَلف واللام ، وأَوردَ الحديث ثم قال : والأَلف أَلفُ وَصْل تُكْتَبُ ولا تُظْهر ولا تُقْطَع كما تُقْطَع أَلف أَمْ ، ثم يقول : الوَجُه أَن لا تثبت الأَلِف في الكتابة لأَنها ميمٌ جُعِلَتْ بدَل الأَلف واللام للتَّعْريف ، والظاهر من هذا الكلام أَن الميمَ عِوَض لام التَّعْريف لا غَيْر ، والأَلفُ على حالِها ، فكيف تكون الميم عِوَضاً من الأَلف واللام ؟ ولا حُجَّة بالبيت الذي أَنشده فإن أَلفَ التَّعْريف واللام في قوله والسَّلِمَة لا تظهر في ذلك ، ولا في قوله وامْسَلِمَة ، ولولا تشديدُ السين لَما قدر على الإِتْيان بالميم في الوزْن ، لأَنَّ آلةَ التَّعْريف لا يَظْهر منها شيء في قوله والسَّلِمة ، فلمّا قال وامْسَلِمة احتاج أَن تظهر الميم بخلاف اللام والأَلف على حالتها في عَدَم الظُّهور في اللفظ خاصَّة ، وبإظهاره الميم زالت إحْدى السِّينَيْن وخَفَّت الثانية وارْتَفَع التشديدُ ، فإن كانت الميم عِوَضاً عن الأَلف واللام فلا تثبت الأَلف ولا اللام ، وإن كانت عِوَضَ اللام خاصَّة فَثُبوت الأَلف واجبٌ .
الجوهري : وأَمّا أَمْ مُخَفَّفة فهي حرَف عَطف في الاستفهام ولها مَوْضِعان : أحدهُما أنْ تَقَع مُعادِلةً لأَلِفِ الاستفهام بمعنى أيّ تقول أَزَيْدٌ في الدار أَمْ عَمرو والمعنى أَيُّهما فيها ، والثاني أَن تكون مُنْقَطِعة مما قبلها خَبراً كان أو استفهاماً ، تقول في الخَبَر : إنها لإِبلٌ أَمْ شاءٌ يا فتى ، وذلك إذا نَظَرْت إلى شَخْص فَتَوَهَّمته إبِلاً فقلت ما سبق إليك ، ثم أَدْرَكك الظنُّ أَنه شاءٌ فانصَرَفْت عن الأَوَّل فقلت أَمْ شاءٌ بمعنى بَلْ لأَنه إضْرابٌ عمَّا كان قبله ، إلَّا أَنَّ ما يَقَع بعد بَلْ يَقِين وما بَعْد أَمْ مَظْنون ، قال ابن بري عند قوله فقلت أمْ شاءٌ بمعنى بَلْ لأَنه إِضْراب عما كان قبله : صَوابُه أَنْ يَقول بمعنى بل أَهِيَ شاءٌ ، فيأْتي بأَلِف الاستفهام التي وَقَع بها الشكُّ ، قال : وتَقول في الاستفهام هل زيد مُنْطَلِق أمْ عَمرو يا فَتى ؟ إنما أَضْرَبْت عن سُؤالك عن انْطِلاق زيدٍ وجعَلْته عن عَمرو ، فأَمْ

36

نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست