نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 344
لم يَعُوا به ما سَمِعوا ، وبَصَرَهُم لما لم يُجْدِ عليهم لأَنهم لم يَعْتَبِروا بما عايَنُوه من قُدْرة الله وخَلْقِه الدالِّ على أنه واحد لا شريك له ، ونُطْقَهم لما لم يُغْنِ عنهم شيئاً إذ لم يؤمنوا به إيماناً يَنْفَعهم ، كانوا بمنزلة من لا يَسْمَع ولا يُبْصِرُ ولا يَعي ؛ ونَحْوٌ منه قول الشاعر : أصَمٌّ عَمَّا ساءَه سَمِيعُ يقول : يَتَصامَمُ عما يَسُوءُه وإن سَمِعَه فكان كأَنه لم يَسْمَعْ ، فهو سميع ذو سَمْعٍ أَصَمُّ في تغابيه عما أُريد به . وصَوْتٌ مُصِمٌّ : يُصِمُّ الصِّماخَ . ويقال لصِمامِ القارُورة : صِمَّةٌ . وصَمَّ رأْسَ القارورةَ يَصُمُّه صَمّاً وأَصَمَّه : سَدَّه وشَدَّه ، وصِمامُها : سِدادُها وشِدادُها . والصِّمامُ : ما أُدْخِلَ في فم القارورة ، والعِفاصُ ما شُدَّ عليه ، وكذلك صِمامَتُها ؛ عن ابن الأَعرابي . وصَمَمْتُها أَصُمُّها صَمّاً إذا شَدَدْتَ رَأْسَها . الجوهري : تقول صَمَمْتُ القارورة أي سَدَدْتُها . وأَصْمَمْتُ القارورة أي جعلت لها صِماماً . وفي حديث الوطء : في صِمامٍ واحد أي في مَسْلَكٍ واحدٍ ؛ الصِّمامُ : ما تُسَدُّ به الفُرْجةُ فسمي به الفَرْجُ ، ويجوز أَن يكون في موضعِ صِمامٍ على حذف المضاف ، ويروى بالسين ، وقد تقدم . ويقال : صَمَّه بالعصا يَصُمُّه صَمّاً إذا ضَرَبه بها وقد صَمَّه بحجر . قال ابن الأَعرابي : صُمَّ إذا ضُرِب ضَرْباً شديداً . وصَمَّ الجُرْحَ يَصُمُّه صَمّاً : سَدَّةُ وضَمَّدَه بالدواء والأَكُولِ . وداهيةٌ صَمَّاءُ : مُنْسَدَّة شديدة . ويقال للداهية الشديدةِ : صَمَّاءُ وصَمامِ ؛ قال العجاج : صَمَّاءُ لا يُبْرِئُها من الصَّمَمْ * حَوادثُ الدَّهْرِ ، ولا طُولُ القِدَمْ ويقال للنذير إذا أَنْذَر قوماً من بعيد وأَلْمَعَ لهم بثوبه : لَمَع بهم لَمْعَ الأَصَمّ ، وذلك أنه لما كَثُر إلماعُه بثوبه كان كأَنه لا يَسْمَعُ الجوابَ فهو يُدِيمُ اللَّمْعَ ؛ ومن ذلك قولُ بِشْر : أَشارَ بهم لَمْعَ الأَصَمّ ، فأَقْبَلُوا * عَرانِينَ لا يَأْتِيه لِلنَّصْرِ مُجْلِبُ أي لا يأْتيه مُعِينٌ من غير قومه ، وإذا كان المُعينُ من قومه لم يكن مُجْلِباً . والصَّمَّاءُ : الداهيةُ . وفتنةٌ صَمَّاءُ : شديدة ، ورجل أَصَمُّ بَيّنُ الصَّمَمِ فيهن ، وقولُهم للقطاةِ صَمَّاءُ لِسَكَكِ أُذنيها ، وقيل : لَصَمَمِها إذا عَطِشَت ؛ قال : رِدِي رِدِي وِرْدَ قَطاةٍ صَمَّا ، * كُدْرِيَّةٍ أَعْجَبها بردُ الما والأَصَمُّ : رَجَبٌ لعدم سماع السلاح فيه ، وكان أهلُ الجاهلية يُسَمُّونَ رَجَباً شَهْرَ الله الأَصَمَّ ؛ قال الخليل : إنما سمي بذلك لأَنه كان لا يُسْمَع فيه صوتُ مستغيثٍ ولا حركةُ قتالٍ ولا قَعْقَعةُ سلاح ، لأَنه من الأَشهر الحُرُم ، فلم يكن يُسْمع فيه يا لَفُلانٍ ولا يا صَبَاحاه ؛ وفي الحديث : شَهْرُ الله الأَصَمُّ رَجَبٌ ؛ سمي أَصَمَّ لأَنه كان لا يُسمع فيه صوت السلاح لكونه شهراً حراماً ، قال : ووصف بالأَصم مجازاً والمراد به الإِنسان الذي يدخل فيه ، كما قيل ليلٌ نائمٌ ، وإنما النائمَ مَنْ في الليل ، فكأَنَّ الإِنسانَ في شهر رجَبٍ أَصَمَّ عن صَوْتِ السلاح ، وكذلك مُنْصِلُ الأَلِّ ؛ قال : يا رُبَّ ذي خالٍ وذي عَمّ عَمَمْ * قد ذاقَ كَأْسَ الحَتْفِ في الشَّهْرِ الأَصَمْ والأَصَمُّ من الحياتِ : ما لا يَقْبَلُ الرُّقْيَةَ كأَنه
344
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 344