نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 345
قد صَمَّ عن سَماعِها ، وقد يستعمل في العقرب ؛ أَنشد ابن الأَعرابي : قَرَّطَكِ الله ، على الأُذْنَيْنِ ، * عَقارباً صُمّاً وأَرْقَمَيْنِ ورجل أَصَمُّ : لا يُطْمَعُ فيه ولا يُرَدُّ عن هَواه كأَنه يُنادَى فلا يَسْمَعُ . وصَمَّ صَداه أي هَلَك . والعرب تقول : أَصَمَّ الله صَدَى فلانٍ أي أهلكه ، والصَّدَى : الصَّوْتُ الذي يَرُدُّه الجبلُ إذا رَفَع فيه الإِنسانُ صَوْتَه ؛ قال امرؤ القيس : صَمَّ صَدَاها وعَفا رَسْمُها ، * واسْتَعْجَمَتْ عن مَنْطِق السائِلِ ومنه قولهم : صَمِّي ابْنَةَ الجَبَل مهما يُقَلْ تَقُلْ ؛ يريدون بابْنةِ الجبل الصَّدَى . ومن أمثالهم : أصَمُّ على جَمُوحٍ [1] ؛ يُضْرَبُ مثلاً للرجل الذي هذه الصفة صفته ؛ قال : فأَبْلِغْ بَني أَسَدٍ آيةً ، * إذا جئتَ سَيِّدَهم والمَسُودَا فأْوصِيكمُ بطِعانِ الكُماةِ ، * فَقَدْ تَعْلَمُونَ بأَنْ لا خُلُودَا وضَرْبِ الجَماجِمِ ضَرْبَ الأَصَمِّ * حَنْظَلَ شابَةَ ، يَجْني هَبِيدَا ويقال : ضَرَبَه ضَرْبَ الأَصَمِّ إذا تابَعَ الضرْبَ وبالَغَ فيه ، وذلك أن الأَصَمَّ إذا بالَغَ يَظُنُّ أنه مُقَصِّرٌ فلا يُقْلِعُ . ويقال : دَعاه دَعْوةَ الأَصَمِّ إذا بالغ به في النداء ؛ وقال الراجز يصف فَلاةً : يُدْعَى بها القومُ دُعاءَ الصَّمَّانْ ودَهْرٌ أَصَمُّ : كأَنَّه يُشْكى إليه فلا يَسْمَع . وقولُهم : صَمِّي صَمامِ ؛ يُضْرَب للرجل يأْتي الداهِيةَ أي اخْرَسي يا صَمامِ . الجوهري : ويقال للداهية : صَمِّي صَمامِ ، مثل قَطامِ ، وهي الداهية أي زِيدي ؛ وأَنشد ابن بري للأَسْود بن يَعْفُر : فَرَّتْ يَهُودُ وأَسْلَمَتْ جِيرانُها ، * صَمِّي ، لِمَا فَعَلَتْ يَهُودُ ، صَمَامِ ويقال : صَمِّي ابنةَ الجبل ، يعني الصَّدَى ؛ يضرب أَيضاً مثلاً للداهية الشديدة كأَنه قيل له اخْرَسِي يا داهية ، ولذلك قيل للحيَّةِ التي لا تُجِيبُ الرَّاقِيَ صَمّاءُ ، لأَن الرُّقى لا تنفعها ؛ والعرب تقول للحرب إذا اشتدَّت وسُفِك فيها الدِّماءُ الكثيرةُ : صَمَّتْ حَصاةٌ بِدَم ؛ يريدون أَن الدماء لما سُفِكت وكثرت اسْتَنْقَعَتْ في المَعْرَكة ، فلو وقعت حصاةٌ على الأَرض لم يُسمع لها صوت لأَنها لا تقع إلا في نَجِيعٍ ، وهذا المعنى أراد امرؤ القيس بقوله صَمِّي ابنةَ الجبلِ ، ويقال : أراد الصَّدَى . قال ابن بري : قوله حَصاةٌ بدمٍ يَنبغي أن يكون حصاة بدمي ، بالياء ؛ وبيتُ امرئ القيس بكماله هو : بُدِّلْتُ من وائلٍ وكِنْدةَ عَدْوانَ * وفَهْماً ، صَمِّي ابنةَ الجَبَلِ قَوْمٌ يُحاجُون بالبِهامِ وطنِسوان * قِصار ، كهَيْئةِ الحَجَلِ المحكم : صَمَّتْ حَصاةٌ بدمٍ أي أن الدم كثر حتى أُلْقيت فيه الحَصاةُ فلم يُسْمَع لها صوت ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لسَدُوسَ بنت ضباب :
[1] قوله [ ومن أمثالهم أصم على جموح الخ ] المناسب أن يذكر بعد قوله : كأنه ينادى فلا يسمع كما هي عبارة المحكم .
345
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 345