نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 343
وقيل : إنَّ ما صِلَةٌ أَراد تُسائل أَصَمَّ ؛ وأَنشد ابن بري هنا لابن أَحمر : أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتي تَحَجَّى * بآخِرِنا ، وتَنْسى أَوَّلِينا يدعو عليها أي لا جعلها الله تدعو إلَّا أصَمَّ . يقال : ناديت فلاناً فأَصْمَمْتُه أي أَصَبْتُه أَصَمَّ ، وقوله تَحَجَّى بآخِرنا : تَسْبقُ إليهم باللَّوْمِ وتَدَعُ الأَوَّلينَ وأَصْمَمْتُه : وَجَدْتُه أَصَمَّ . ورجل أَصَمُّ ، والجمع صُمٌّ وصُمَّانٌ ؛ قال الجُلَيْحُ : يَدْعُو بها القَوْمُ دُعاءَ الصُّمَّانْ وأَصَمَّه الداءُ وتَصامَّ عنه وتَصامَّه : أَراه أَنه أَصَمُّ وليس به . وتَصامَّ عن الحديث وتَصامَّه : أَرى صاحِبَه الصَّمَمَ عنه ؛ قال : تَصامَمْتُه حتى أَتاني نَعِيُّه ، * وأُفْزِعَ منه مُخْطئٌ ومُصيبُ وقوله أنشده ثعلب : ومَنْهَلٍ أَعْوَرِ إحْدى العَيْنَيْن ، * بَصيرِ أُخْرى وأَصَمَّ الأُذُنَيْن قد تقدم تفسيره في ترجمة عور . وفي حديث الإِيمانِ : الصُّمَّ البُكْمَ [1] رُؤوسَ الناسِ ، جَمْعُ الأَصَمِّ وهو الذي لا يَسْمَعُ ، وأَراد به الذي لا يَهْتَدي ولا يَقْبَلُ الحَقَّ من صَمَمِ العَقل لا صَمَمِ الأُذن ؛ وقوله أنشده ثعلب أيضاً : قُلْ ما بَدا لَكَ من زُورٍ ومن كَذِبٍ * حِلْمي أَصَمُّ وأُذْني غَيرُ صَمَّاءِ استعار الصَّمَم للحلم وليس بحقيقة ؛ وقوله أنشده هو أيضاً : أجَلْ لا ، ولكنْ أنتَ أَلأَمُ من مَشى ، * وأَسْأَلُ من صَمَّاءَ ذاتِ صَليلِ فسره فقال : يعني الأَرض ، وصَلِيلُها صَوْتُ دُخولِ الماء فيها . ابن الأَعرابي : يقال أَسْأَلُ من صَمَّاءَ ، يعني الأَرضَ . والصَّمَّاءُ من الأَرض : الغليظةُ . وأَصَمَّه : وَجَدَه أَصَمَّ ؛ وبه فسر ثعلبٌ قولَ ابن أَحمر : أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتي تَحَجَّى * بآخِرِنا ، وتَنْسى أَوَّلِينا أراد وافَقَ قَوماً صُمّاً لا يَسْمَعون عذْلَها على وجه الدُّعاء . ويقال : ناديته فأَصْمَمْتُه أي صادَفْتُه أَصَمَّ . وفي حديث جابر بن سَمُرَةَ : ثم تكلم النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بكلمةٍ أصَمَّنِيها الناسُ أي شغَلوني عن سماعها فكأَنهم جعلوني أَصَمَّ . وفي الحديث : الفِتْنةُ الصَّمَّاءُ العَمْياء ؛ هي التي لا سبيل إلى تسكينها لتناهيها في ذهابها لأَن الأَصَمَّ لا يسمع الاستغاثة ولا يُقْلِعُ عما يَفْعَلُه ، وقيل : هي كالحية الصَّمَّاء التي لا تَقْبَلُ الرُّقى ؛ ومنه الحديث : والفاجِرُ كالأَرْزَةِ صَمَّاءَ أي مُكْتَنزةً لا تَخَلْخُلَ فيها . الليث : الضَّمَمُ في الأُذُنِ ذهابُ سَمْعِها ، في القَناة اكْتِنازُ جَوفِها ، وفي الحجر صَلابَتُه ، وفي الأَمر شدَّتُه . ويقال : أُذُنٌ صَمَّاءُ وقَناة صَمَّاءُ وحَجَرٌ أَصَمُّ وفِتْنَةٌ صَمَّاءُ ؛ قال الله تعالى في صفة الكافرين : صُمُّ بُكْمٌ عُمْيٌ فهم لا يَعْقِلُون ؛ التهذيب : يقول القائلُ كيف جعلَهم الله صُمّاً وهم يسمعون ، وبُكْماً وهم ناطقون ، وعُمْياً وهم يُبْصِرون ؟ والجواب في ذلك أن سَمْعَهُم لَمَّا لم يَنْفَعْهم لأَنهم
[1] قوله [ الصم البكم ] بالنصب مفعول بالفعل قبله ، وهو كما في النهاية : وان ترى الحفاة العراة الصم الخ .
343
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 343