نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 292
ويقال : لا وسَلامَتِكَ ما كان كذا وكذا . ويقال : اذهب بِذِي تَسْلَمُ يا فتى ، واذهبا بذي تَسْلَمان ، أَي اذهب بسَلامَتِك ، قال الأَخفش : وقوله ذِي مضاف إِلى تَسْلَمُ ، وكذلك قول الأَعشى : بآيةِ يُقْدِمونَ الخَيْلَ زُوراً ، * كأَنَّ على سَنابِكِها مُدامَا أَضافَ آيةً إِلى يُقْدِمُون ، وهما نادران ، لأَنه ليس شيء من الأَسماء يضاف إِلى الفعل غير أَسماء الزمان كقولك هذا يومَ يُفْعَل أَي يُفْعَل فيه ، وحكى سيبويه : لا أَفعل ذلك بذي تَسْلَمُ ، قال : أُضيف فيه ذو إِلى الفعل ، وكذلك بِذِي تَسْلَمان وبذي تَسْلَمُون ، والمعنى لا أَفعل ذلك بِذِي سَلامتك ، وذو هنا الأَمر الذي يُسَلِّمُكَ ، ولا يضاف ذو إِلَّا إِلى تَسْلَمُ ، كما أَنَّ لَدُنْ لا تنصب إِلا غُدْوَةً . وأَسْلَمَ إِليه الشيءَ : دفعه . وأَسلَمَ الرجلَ : خذله . وقوله تعالى : فسلامٌ لك من أَصحاب اليمين ، قال : إِنما وقعت سلامتهم من أجلك ، وقال الزجاج : فَسَلامٌ لك من أَصحاب اليمين ، وقد بين ما لأَصحاب اليمين في أَول السورة ، ومعنى فَسَلامٌ لك أَي أَنك ترى فيهم ما تُحِبُّ من السَّلامة وقد علمتَ ما أُعدَّ لهم من الجزاء . والسَّلْمُ : لَدْغُ الحية . والسلِيمُ : اللَّدِيغُ ، فَعيلٌ من السَّلْمِ ، والجمع سَلْمَى ، وقد قيل : هو من السَّلامة ، وإِنما ذلك على التفاؤل له بها خلافاً لما يُحْذَر عليه منه ، والمَلْدُوغ مَسْلُوم وسَلِيمٌ . ورجل سَلِيم : بمعنى سالِمٍ ، وإِنما سُمِّيَ اللَّدِيغُ سَليما لأَنهم تَطَيَّروا من اللَّدِيغ فقلبوا المعنى ، كما قالوا للحَبَشِيّ أَبو البيضاء ، وكما قالوا للفلاة مفازة ، تفاءلوا بالفوز وهي مَهْلَكة ، فتفاءلوا له بالسلامة ، وقيل : إِنما سُمِّيَ اللَّدِيغُ سَلِيماً لأَنه مُسْلَمٌ لما به أَو أُسْلِمَ لما به ، عن ابن الأَعرابي ، قال الأَزهري : قال الليث السَّلْمُ اللَّدْغُ ، قال : وهو من غُدَدِه وما قاله غيره . وقول ابن الأَعرابي : سَلِيمٌ بمعنى مُسْلَمٍ ، كما قالوا مُنْقَعٌ ونَقِيعٌ ومُوتَمٌ ويَتيم ومَسْخَنٌ وسَخِينٌ ، وقد يستعار السَّلِيم للجريح ، أَنشد ابن الأَعرابي : وطِيرِي بمِخْراقٍ أَشَمَّ كأَنه * سَلِيمُ رِماحٍ ، لم تَنَلْه الزَّعانِفُ وقيل : السَّلِيمُ الجَريحُ المُشْفِي على الهَلَكة ، أَنشد ابن الأَعرابي : يَشْكُو ، إِذا شُدَّ له حِزامُه ، * شَكْوَى سَلِيمٍ ذَرِبَتْ كِلامُه قال : وقد يكون السَّلِيمُ هنا اللَّدِيغَ ، وسَمَّى موضع نهش الحية منه كَلْماً ، على الاستعارة . وفي الحديث : أَنهم مَرُّوا بماء فيه سَلِيمٌ فقالوا : هَلْ فيكم مِنْ راقٍ ؟ السَّلِيمُ : اللَّدِيغُ . يقال : سَلَمَتْه الحية أَي لَدَغَتْه . والسَّلْمُ والسِّلْمُ : الصلح ، يفتح ويكسر ويذكر ويؤنث ، فأَما قول الأَعشى : أَذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنفاسَها ، * وقد تُكْرَه الحَرْبُ بعد السَّلِمْ قال ابن سيده : إِنما هذا على أَنه وقَفَ فأَلْقَى حركة الميم على اللام ، وقد يجوز أَن يكون أَتْبَعَ الكَسْرَ الكسر ، ولا يكون من باب إِبِلٍ عند سيبويه ، لأَنه لم يأْت منه عنده غير إِبلٍ . والسَّلْمُ والسَّلامُ : كالسِّلْمِ ، وقد سالَمَه مُسالَمَةً وسِلاماً ، قال أَبو كبير الهذلي : هاجُوا لِقَوْمِهِمُ السَّلامَ كأَنَّهُمْ ، * لَمَّا أُصِيبُوا ، أَهْلُ دِينٍ مُحْتَرِ
292
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 292