نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 291
والسَّلامُ في الأَصل : السَّلامةُ ، يقال : سَلِمَ يَسْلَمُ سَلاماً وسَلامةً ، ومنه قيل للجنة : دار السَّلامِ لأَنها دار السَّلامةِ من الآفات . وروى يحيى بن جابر أَن أَبا بكر قال : السَّلامُ أَمانُ اللَّه في الأَرض . وقوله تعالى : لهم دار السلامِ عند ربهم ، قال بعضهم : السَّلامُ ههنا اللَّه ودليله السَّلامُ المؤْمن المهيمن ، وقال الزجاج : سُمِّيَتْ دارَ السَّلامِ لأَنها دارُ السلامَة الدائمة التي لا تنقَطع ولا تَفْنى وهي دار السَّلامةِ من الموت والهَرَم والأَسْقام ، وقال أَبو إِسحق : أَي للمؤمنين دار السلام ، وقال : دارُ السَّلامِ الجنةُ لأَنها دارُ اللَّه عزّ وجلّ فأُضيفت إِليه تفخيماً لها ، كما قيل للخليفة عبد اللَّه ، وقد سلَّمَ عليه . وتقول : سَلِمَ فلانٌ من الآفات سَلامةً وسَلَّمَه اللَّه منها . وفي الحديث : ثلاثة كلُّهم ضامن على اللَّه أَحَدُهم من يَدْخُل بيته بسلامٍ ، قال ابن الأَثير : أَراد أَن يلزم بيته طالباً للسلامة من الفِتَنِ ورغبة في العُزْلَةِ ، وقيل : أَراد أَنه إِذا دخل سَلَّمَ ، قال : والأَول الوجه . وسَلِمَ من الأَمر سَلامةً : نَجا . وقوله عزّ وجلّ : والسَّلامُ على من اتَّبعَ الهُدى ، معناه أَن من اتَّبَعَ هُدى اللَّه سَلِمَ من عذابه وسخطه ، والدليل على أَنه ليس بسَلامٍ أَنه ليس ابتداء لقاء وخطاب . والسَّلامُ : الاسم من التَّسْليم . وقوله تعالى : فقُل سلامٌ عليكم كَتَبَ رَبُّكُمْ على نفسه الرَّحْمَةَ [1] ، ذكر محمد بن يزيد أَن السَّلامَ في لغة العرب أَربعة أَشياء : فمنها سَلَّمْتُ سَلاما مصدر سَلَّمْتُ ، ومنها السَّلامُ جمع سَلامة ، ومنها السَّلامُ اسم من أَسماء اللَّه تعالى ، ومنها السلامُ شَجَرٌ ، ومعنى السَّلام الذي هو مصدر سَلَّمْتُ أَنه دعاء للإِنسان بأَن يَسْلَمَ من الآفات في دينه ونفسه ، وتأْويله التخليص ، قال : وتأْويل السَّلام اسم اللَّه أَنه ذو السَّلامِ الذي يملك السلام أَي يخلص من المكروه . ابن الأَعرابي : السَّلام اللَّه ، والسَّلامُ السلامةُ ، والسَّلامةُ الدعاء . ودارُ السلام : دار اللَّه عزّ وجلّ . والسَّالِمُ في العَرُوض : كل جزء يجوز فيه الزِّحافُ فَيَسْلَمُ منه كَسَلامةِ الجزء من القَبْض والكَفِّ وما أَشبهه . ورجل سَلِيمٌ : سَالِمٌ ، والجمع سُلَماءُ . وقوله تعالى : إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّه بقَلبٍ سَليمٍ ، أَي سليم من الكفر . وقال أَبو إِسحق في قوله عزّ وجلّ ورجلاً سَلَماً لرجل : وقرئ ورجلاً سالِما لرجل ، فمن قرأَ سالماً فهو اسم الفاعل على سَلِم فهو سالِمٌ ، ومن قرأَ سِلْماً وسَلْماً فهما مصدران وُصفَ بهما على معنى ورجلاً ذا سِلمٍ لرجل وذا سَلْمٍ لرجل ، والمعنى أَن من وَحَّدَ اللَّه مَثَلُه مَثَلُ السالم لرجل لا يَشْرَكُه فيه غيره ، ومَثَلُ الذي أَشرك اللَّه مَثَلُ صاحب الشُّرَكاء المتشاكِسينَ ، والسلامُ : البراءة من العُيوب في قول أُمَيَّة ، وقرئ : ورجلاً سَلَماً ، قال ابن بري يعني قول أُمية : سَلامَكَ رَبَّنا في كلِّ فَجرٍ * بَرِيئاً ما تَعَنَّتْكَ الذُّمُومُ الذُّموم : العيوب أَي ما تَلْزَقُ بك ولا تنتسب إِليك . وسَلَّمَه اللَّه من الأَمر : وقاه إِياه . ابن بُزُرْج : يقال كنت راعِيَ إِبل فأَسْلَمْتُ عنها أَي تركتها . وكل صنيعة أَو شيء تركته وقد كنت فيه فقد أَسْلَمْت عنه . وقال ابن السِّكِّيت : لا بِذي تَسْلَمُ ما كان كذا وكذا ، وللاثنين : لا بِذي تَسْلَمانِ ، وللجماعة : لا بِذِي تَسْلَمُونَ ، وللمؤنث : لا بِذِي تَسْلَمِينَ ، وللجماعة : لا بِذي تَسْلَمْن ، والتأْويل : لا واللَّه الذي يُسَلِّمُكَ ما كان كذا وكذا .