responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 290


السَّلامَةُ من جميع الآفات .
الجوهري : والسِّلْمُ ، بالكسر ، السَّلامُ ، وقال :
وقَفْنا فَقُلْنا : إِيه سِلْمٌ فَسَلَّمَتْ ، * فما كان إِلَّا وَمْؤُها بالحَواجِبِ قال ابن بري : والذي رواه القَنانيّ :
فقلنا : السَّلام ، فاتَّقَتْ من أَسيرِها ، * وما كان إِلَّا وَمْؤها بالحَواجِبِ وفي حديث التَّسْلِيم : قل السَّلامُ عليك فإِن عليك السَّلامُ تحيَّة المَوْتَى ، قال : هذه إِشارة إِلى ما جَرَتْ به عادتهم في المَراثي ، كانوا يقدّمون ضمير الميت على الدعاء له كقوله :
عليك سَلامٌ من أَميرٍ ، وبارَكَتْ * يَدُ اللَّه في ذاك الأَدِيمِ المُمَزَّقِ وكقول الآخر :
عليك سَلامُ اللَّه ، قَيْسَ بن عاصمٍ ، * ورَحْمَتُه ما شَاءَ أَن يَتَرَحَّما قال : وإِنما فعلوا ذلك لأَن المُسَلِّمَ على القوم يَتَوَقَّعُ الجواب وأَن يقال له عليك السَّلام ، فلما كان الميت لا يُتَوَقَّعُ منه جواب جعلوا السلام عليه كالجواب ، وقيل : أَراد بالمَوْتَى كفَّار الجاهلية ، وهذا في الدعاء بالخير والمدح ، وأَما الشر والذَّم فيقدم الضمير كقوله تعالى : وإِنَّ عليك لَعْنَتي ، وكقوله : عليهم دائرة السَّوْءِ .
والسُّنَّة لا تختلف في تحية الأَموات والأَحيْاء ، ويشهد له الحديث الصحيح : أَنه كان إِذا دخل القبور قال سَلامٌ عليكم دارَ قَومٍ مؤمنين .
والتَّسْلِيمُ : مشتق من السَّلام اسم اللَّه تعالى لسلامته من العيب والنقص ، وقيل : معناه أَن اللَّه مُطَّلِعٌ عليكم فلا تَغْفُلوا ، وقيل : معناه اسم السَّلامِ عليكَ ، إِذ كان اسم اللَّه تعالى يُذْكَرُ على الأَعمال تَوَقُّعاً لاجتماع معاني الخيرات فيه ، وانتفاء عَوارض الفساد عنه ، وقيل : معناه سَلِمْتَ مني فاجعلني أَسْلَمُ منك من السَّلامة بمعنى السَّلام .
ويقال : السَّلامُ عليكم ، وسَلامٌ عليكم ، وسَلامٌ ، بحذف عليكم ، ولم يرد في القرآن غالبا إِلَّا مُنَكَّراً كقوله تعالى : سَلامٌ عليكم بما صَبَرْتُمْ ، فأَمَّا في تَشَهُّدِ الصلاة فيقال فيه مُعَرَّفاً ومُنَكَّراً ، والظاهر الأَكثر من مذهب الشافعي أَنه اختار التنكير ، قال : وأَما في السَّلام الذي يَخْرُجُ به من الصلاة فروى الربيعُ عنه أَنه قال : لا يكفيه إِلَّا مُعَرَّفاً ، فإِنه قال : أَقَلُّ ما يكفيه أَن يقول السَّلامُ عليكم ، فإِن نقص من هذا حرفاً عاد فسَلَّمَ ، ووجهه أَن يكون أَراد بالسَّلام اسم اللَّه ، فلم يجز حذف الأَلف واللام منه ، وكانوا يستحسنون أَن يقولوا في الأَوّل سلامٌ عليكم وفي الآخِر السَّلام عليكم ، وتكون الأَلف واللام للعَهْدِ ، يعني السَّلام الأَول .
وفي حديث عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ : كان يُسَلَّمُ عليَّ حتى اكْتَوَيْتُ ، يعني أَن الملائكة كانت تُسَلِّمُ عليه فلما اكتوى بسبب مرضه تركوا السَّلامَ عليه ، لأَن الكَيَّ يَقْدَحُ في التَّوَكُّلِ والتَّسْلِيمِ إِلى اللَّه والصبر على ما يُبْتَلى به العبدُ وطلبِ الشفاء من عنده ، وليس ذلك قادحاً في جواز الكَيِّ ، ولكنه قادح في التَّوَكُّلِ ، وهي درجة عالية وراء مباشرة الأَسباب .
والسَّلامُ : السَّلامةُ .
والسَّلامُ : اللَّه عزّ وجلّ ، اسم من أَسمائه لسَلامته من النقص والعيب والفناء ، حكاه ابن قُتَيْبَةَ ، وقيل : معناه أَنه سَلِمَ مما يَلْحَق الغير من آفات الغِيَر والفناء ، وأَنه الباقي الدائم الذي تَفْنى الخلق ولا يَفْنى ، وهو على كل شيء قدير .

290

نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست