نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 158
السَّواد كما سميت فرس أُخرى حُمَمة ؛ قالت بعض نساء العرب تمدح فرس أَبيها : فرس أَبي حُمَمةُ وما حُمَمةُ . والحُمَّةُ دون الحُوَّةِ ، وشفة حَمَّاء ، وكذلك لِثَةٌ حَمَّاءُ . ونبت يَحْمومٌ : أَخضرُ رَيَّانُ أَسودُ . وحَمَّمَتِ الأَرضُ : بدا نباتُها أَخضرَ إِلى السواد . وحَمَّمَ الفرخُ : طلَع ريشُه ، وقيل : نبت زَغَبُه ؛ قال ابن بري : شاهده قول عمر بن لَجَإٍ : فهو يَزُكُّ دائمَ التَّزَعُّمِ ، * مِثْلَ زَكيكِ الناهِضِ المُحمِّمِ وحَمَّم رأْسُه إِذا اسْوَدَّ بعد الحَلْق ؛ قال ابن سيده : وحَمَّمَ الرأْسُ نبت شَعَرُه بعدما حُلِق ؛ وفي حديث أَنس : أَنه كان إِذا حَمَّمَ رأْسُه بمكة خرج واعتمر ، أَي اسْوَدَّ بعد الحلْق بنبات شعره ، والمعنى أَنه كان لا يؤخر العمرة إِلى المُحَرَّمِ ، وإِنما كان يخرج إِلى الميقات ويعتمر في ذي الحِجَّة ؛ ومنه حديث ابن زِمْلٍ : كأَنما حُمِّمَ شعره بالماء أَي سُوِّدَ ، لأَن الشعر إِذا شَعِثَ اغْبَرَّ ، وإِذا غُسِل بالماء ظهر سواده ، ويروى بالجيم أَي جُعل جُمَّةً . وحَمَّمَ الغلامُ : بدت لحيته . وحَمَّمَ المرأَةَ : متَّعها بشيء بعد الطلاق ؛ قال : أَنتَ الذي وَهَبْتَ زَيداً ، بعدما * هَمَمْتُ بالعجوز أَن تُحَمَّما هذا رجل وُلِدَ له ابنٌ فسماه زيداً بعدما كان هَمّ بتطليق أُمِّه ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي : وحَمَّمْتُها قبل الفراق بِطعنةٍ * حِفاظاً ، وأَصحابُ الحِفاظِ قليل وروى شمر عن ابن عُيَيْنَةَ قال : كان مَسْلمَةُ بن عبد الملك عربيّاً ، وكان يقول في خُطبته : إِن أَقلَّ الناس في الدنيا هَمّاً أَقلُّهم حَمّاً أَي مالاً ومتاعاً ، وهو من التَّحْميمِ المُتْعَةِ ؛ وقال الأَزهري : قال سفيان أَراد بقوله أَقلُّهم حَمّاً أَي مُتْعةً ، ومنه تَحْمِيم المطلَّقة . وقوله في حديث عبد الرحمن بن عوف ، رضي الله عنه : إِنه طلق امرأَته فمتَّعها بخادمٍ سَوْداءَ حَمَّمَها إِياها أَي مَتَّعها بها بعد الطلاق ، وكانت العرب تسمِّي المُتْعةَ التَّحْميمَ ، وعَدَّاه إِلى مفعولين لأَنه في معنى أَعطاها إِياها ، ويجوز أَن يكون أَراد حَمَّمَها بها فحذف وأَوصَل . وثِيابُ التَّحِمَّة : ما يُلْبِس المطلِّقُ المرأَةَ إِذا مَتَّعها ؛ ومنه قوله : فإِنْ تَلْبَسي عَنّي ثيابَ تَحِمَّةٍ ، * فلن يُفْلِحَ الواشي بك المُتَنَصِّحُ الأَزهري : الحَمامة طائر ، تقول العرب : حمامَةٌ ذكرٌ وحمامة أُنثى ، والجمع الحَمام . ابن سيده : الحَمام من الطير البَرّيُّ الذي لا يأْلَف البيوت ، قال : وهذه التي تكون في البيوت هي اليَمام . قال الأًصمعي : اليَمام ضرب من الحمام برِّيّ ، قال : وأَما الحمام فكلُّ ما كان ذا طَوْق مثل القُمْريّ والفاخِتة وأَشباهِها ، واحِدته حَمامة ، وهي تقع على المذكر والمؤنث كالحَيّة والنَّعامة ونحوها ، والجمع حَمائم ، ولا يقال للذكر حَمام ؛ فأَما قوله : حَمامَيْ قفرةٍ وَقَعا فطارا فعلى أَنه عَنى قطيعين أَو سِرْبين كما قالوا جِمالان ؛ وأَما قول العَجَّاج : ورَبِّ هذا البلدِ المُحَرَّمِ ، * والقاطِناتِ البيت غيرِ الرُّيَّمِ ، قواطناً مكةَ من وُرْقِ الحَمي
158
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 158