نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 159
فإِنما أَرد الحَمام ، فحذف الميم وقلب الأَلف ياء ؛ قال أَبو إِسحق : هذا الحذفُ شاذ لا يجوز أَن يقال في الحِمار الحِمي ، تريد الحِمار ، فأَما الحَمام هنا فإِنما حذف منها الأَلف فبقيت الحَمَم ، فاجتمع حرفان من جنس واحد ، فلزمه التضعيف فأَبدل من الميم ياء ، كما تقول في تظنَّنْت تظنَّيْت ، وذلك لثقل التضعيف ، والميم أَيضاً تزيد في الثقل على حروف كثيرة . وروى الأَزهري عن الشافعي : كلُّ ما عَبَّ وهَدَر فهو حَمام ، يدخل فيها القَمارِيُّ والدَّباسِيُّ والفَواخِتُ ، سواء كانت مُطَوَّقة أَو غير مطوَّقة ، آلِفةً أَو وحشية ؛ قال الأَزهري : جعل الشافعي اسم الحَمام واقعاً على ما عَبَّ وهَدَر لا على ما كان ذا طَوْقٍ ، فتدخل فيه الوُرْق الأَهلية والمُطَوَّقة الوحشية ، ومعنى عبّ أَي شرب نَفَساً نَفَساً حتى يَرْوَى ، ولم يَنْقُر الماء نَقْراً كما تفعله سائر الطير . والهَدير : صوت الحمام كله ، وجمعُ الحَمامة حَمامات وحَمائم ، وربما قالوا حَمام للواحد ؛ وأَنشد قول الفرزدق : كأَنَّ نِعالَهن مُخَدَّماتٍ ، * على شرَك الطريقِ إِذا استنارا تُساقِطُ رِيشَ غادِيةٍ وغادٍ * حَمامَيْ قَفْرةٍ وقَعا فطارا وقال جِرانُ العَوْد : وذَكَّرَني الصِّبا ، بعد التَّنائي ، * حَمامةُ أَيْكةٍ تَدْعو حَماما قال الجوهري : والحَمام عند العرب ذوات الأَطواق من نحو الفَواخِت والقَمارِيّ وساقِ حُرٍّ والقَطا والوَراشِين وأَشباه ذلك ، يقع على الذكر والأُنثى ، لأَن الهاء إِنما دخلته على أَنه واحد من جنس لا للتأْنيث ، وعند العامة أَنها الدَّواجِنُ فقط ، الواحدة حَمامة ؛ قال حُمَيْد بن ثوْرٍ الهلالي : وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلَّا حمامةٌ * دَعَتْ ساقَ حُرٍّ ، تَرْحةً وتَرَنُّما والحَمامة ههنا : قُمْرِيَّةٌ ؛ وقال الأَصمعي في قول النابغة : واحْكُمْ كحُكْمِ فتاة الحيّ ، إِذ نَظَرتْ * إِلى حَمامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَّمَدِ [1] هذه زَرْقاء اليمامة نظرت إِلى قَطاً ؛ أَلا ترى إلى قولها : لَيت الحَمامَ لِيَه * إِلى حمامَتِيَه ، ونِصْفَه قَدِيَه ، * تَمَّ القَطاةُ مِيَه قال : والدَّواجن التي تُسْتَفْرَخ في البيوات حَمام أَيضاً ، وأَما اليَمام فهو الحَمامُ الوحشيّ ، وهو ضَرْب من طير الصحراء ، هذا قول الأَصمعي ، وكان الكسائي يقول : الحَمام هو البرّيّ ، واليمام هو الذي يأْلف البيوت ؛ قال ابن الأَثير : وفي حديث مرفوع : أَنه كان يُعْجبه النظر إِلى الأُتْرُجِّ والحَمام الأَحْمَر ؛ قال أَبو موسى : قال هلال بن العلاء هو التُّفَّاحُ ؛ قال : وهذا التفسير لم أَرَه لغيره . وحُمَة العقرب ، مخففة الميم : سَمُّها ، والهاء عوض ؛ قال الجوهري : وسنذكره في المعتل . ابن الأَعرابي : يقال لِسَمّ العقرب الحُمَّة والحُمَةُ ، وغيره لا يجيز التشديد ، يجعل أَصله حُمْوَةً .