نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 142
كُنْ حَكِيماً كفتاة الحي أي إذا قلت فأَصِبْ كما أصابت هذه المرأَة ، إذ نظَرَتْ إلى الحمامِ فأَحْصَتْها ولم تُخْطِئ عددها ؛ قال : ويَدُلُّكَ على أن معنى احْكُمْ كُنْ حَكِيماً قولُ النَّمر بن تَوْلَب : إذا أنتَ حاوَلْتَ أن تَحْكُما يريد إذا أَردت أن تكون حَكِيماً فكن كذا ، وليس من الحُكْمِ في القضاء في شيء . والحاكِم : مُنَفّذُ الحُكْمِ ، والجمع حُكَّامٌ ، وهو الحَكَمُ . وحاكَمَه إلى الحَكَمِ : دعاه . وفي الحديث : وبكَ حاكَمْتُ أي رَفَعْتُ الحُكمَ إليك ولا حُكْمَ إلا لك ، وقيل : بكَ خاصمْتُ في طلب الحُكْمِ وإبطالِ من نازَعَني في الدِّين ، وهي مفاعلة من الحُكْمِ . وحَكَّمُوه بينهم : أمروه أن يَحكمَ . ويقال : حَكَّمْنا فلاناً فيما بيننا أي أَجَزْنا حُكْمَه بيننا . وحَكَّمَه في الأَمر فاحْتَكَمَ : جاز فيه حُكْمُه ، جاء فيه المطاوع على غير بابه والقياس فَتَحَكَّمَ ، والاسم الأُحْكُومَةُ والحُكُومَةُ ؛ قال : ولَمِثْلُ الذي جَمَعْتَ لرَيْبِ الدَّهْرِ * يَأْبى حُكومةَ المُقْتالِ يعني لا يَنْفُذُ حُكومةُ من يَحْتَكِمُ عليك من الأَعداء ، ومعناه يأْبى حُكومةَ المُحْتَكِم عليك ، وهو المُقْتال ، فجعل المُحْتَكِمَ المُقْتالَ ، وهو المُفْتَعِلُ من القول حاجة منه إلى القافية ، ويقال : هو كلام مستعمَلٌ ، يقال : اقْتَلْ عليَّ أي احْتَكِمْ ، ويقال : حَكَّمْتُه في مالي إذا جعلتَ إليه الحُكْمَ فيه فاحْتَكَمَ عليّ في ذلك . واحْتَكَمَ فلانٌ في مال فلان إذا جاز فيه حُكْمُه . والمُحاكَمَةُ : المخاصمة إلى الحاكِمِ . واحْتَكَمُوا إلى الحاكِمِ وتَحاكَمُوا بمعنى . وقولهم في المثل : في بيته يُؤْتَى الحَكَمُ ؛ الحَكَمُ ، بالتحريك : الحاكم ؛ وأَنشد ابن بري : أَقادَتْ بَنُو مَرْوانَ قَيْساً دِماءَنا ، * وفي الله ، إن لم يَحْكُمُوا ، حَكَمٌ عَدْلُ والحَكَمَةُ : القضاة . والحَكَمَةُ : المستهزئون . ويقال : حَكَّمْتُ فلاناً أي أطلقت يده فيما شاء . وحاكَمْنا فلاناً إلى الله أي دعوناه إلى حُكْمِ الله . والمُحَكَّمُ : الشاري . والمُحَكَّمُ : الذي يُحَكَّمُ في نفسه . قال الجوهري : والخَوارِج يُسَمَّوْنَ المُحَكِّمَةَ لإِنكارهم أمر الحَكَمَيْن وقولِهِمْ : لا حُكْم إلا لله . قال ابن سيده : وتحْكِيمُ الحَرُوريَّةِ قولهم لا حُكْمَ إلا الله ولا حَكَمَ إلا الله ، وكأَن هذا على السَّلْبِ لأَنهم ينفون الحُكْمَ ؛ قال : فكأَني ، وما أُزَيِّنُ منها ، * قَعَدِيٌّ يُزَيِّنُ التَّحْكيما [1] وقيل : إنما بدءُ ذلك في أمر عليّ ، عليه السلام ، ومعاوِيةَ . والحَكَمان : أَبو موسى الأَشعريُّ وعمرو ابن العاص . وفي الحديث : إن الجنة للمُحَكَّمين ، ويروى بفتح الكاف وكسرها ، فالفتح هم الذين يَقَعُون في يد العدو فيُنَحيَّرُونَ بين الشِّرْك والقتل فيختارون القتل ؛ قال الجوهري : هم قوم من أَصحاب الأُخْدودِ فُعِل بهم ذلك ، حُكِّمُوا وخُيِّروا بين القتل والكفر ، فاختاروا الثَّبات على الإِسلام مع القتل ، قال : وأما الكسر فهو المُنْصِفُ من نفسه ؛ قال ابن الأَثير : والأَول الوجه ؛ ومنه حديث كعب :
[1] قوله [ وما أزين ] كذا في الأَصل ، والذي في المحكم : مما أزين .
142
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 142