نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 143
إن في الجنة داراً ، ووصفها ثم قال : لا يَنْزِلُها إلا نبي أو صِدِّيق أو شَهيد أو مُحَكَّمٌّ في نفسه . ومُحَكَّم اليَمامَةِ رجل قتله خالد بن الوليد يوم مُسَيْلِمَةَ . والمْحَكَّمُ ، بفتح الكاف [1] ، الذي في شعر طَرَفَةَ إذ يقول : ليت المُحَكَّمَ والمَوْعُوظَ صوتَكُما * تحتَ التُّرابِ ، إذا ما الباطِلُ انْكشفا [2] هو الشيخ المُجَرّبُ المنسوب إلى الحِكْمة . والحِكْمَةُ : العدل . ورجل حَكِيمٌ : عدل حكيم . وأَحْكَمَ الأَمر : أتقنه ، وأَحْكَمَتْه التجاربُ على المَثَل ، وهو من ذلك . ويقال للرجل إذا كان حكيماً : قد أَحْكَمَتْه التجارِبُ . والحكيم : المتقن للأُمور ، واستعمل ثعلب هذا في فرج المرأَة فقال : المكَثَّفَة من النساء المحكمة الفرج ، وهذا طريف جدّاً . الأَزهري : وحَكَمَ الرجلُ يَحْكُمُ حُكْماً إذا بلغ النهاية في معناه مدحاً لازماً ؛ وقال مرقش : يأْتي الشَّبابُ الأَقْوَرينَ ، ولا * تَغْبِطْ أَخاك أن يُقالَ حَكَمْ أي بلغ النهاية في معناه . أبو عدنان : اسْتَحْكَمَ الرجلُ إذا تناهى عما يضره في دِينه أو دُنْياه ؛ قال ذو الرمة : لمُسْتَحْكِمٌ جَزْل المُرُوءَةِ مؤمِنٌ * من القوم ، لا يَهْوى الكلام اللَّواغِيا وأَحْكَمْتُ الشيء فاسْتَحْكَمَ : صار مُحْكَماً . واحْتَكَمَ الأَمرُ واسْتَحْكَمَ : وثُقَ . الأَزهري : وقوله تعالى : كتاب أُحْكِمَتْ آياته فُصِّلَتْ من لَدُنْ حَكيم خبير ؛ فإن التفسير جاء : أُحْكِمَتْ آياته بالأَمر والنهي والحلالِ والحرامِ ثم فُصِّلَتْ بالوعد والوعيد ، قال : والمعنى ، والله أعلم ، أن آياته أُحْكِمَتْ وفُصِّلَتْ بجميع ما يحتاج إليه من الدلالة على توحيد الله وتثبيت نبوة الأَنبياء وشرائع الإِسلام ، والدليل على ذلك قول الله عز وجل : ما فرَّطنا في الكتاب من شيء ؛ وقال بعضهم في قول الله تعالى : الر تلك آيات الكتاب الحَكِيم ؛ إنه فَعِيل بمعنى مُفْعَلٍ ، واستدل بقوله عز وجل : الر كتاب أُحْكِمَتْ آياته ؛ قال الأَزهري : وهذا إن شاء الله كما قِيل ، والقرآنُ يوضح بعضُه بعضاً ، قال : وإنما جوزنا ذلك وصوبناه لأَن حَكَمْت يكون بمعنى أَحْكَمْتُ فَرُدَّ إلى الأَصل ، والله أعلم . وحَكَمَ الشيء وأَحْكَمَه ، كلاهما : منعه من الفساد . قال الأَزهري : وروينا عن إبراهيم النخعي أنه قال : حَكِّم اليَتيم كما تُحكِّمُ ولدك أي امنعه من الفساد وأصلحه كما تصلح ولدك وكما تمنعه من الفساد ، قال : وكل من منعته من شيء فقد حَكَّمْتَه وأحْكَمْتَه ، قال : ونرى أن حَكَمَة الدابة سميت بهذا المعنى لأَنها تمنع الدابة من كثير من الجَهْل . وروى شمرٌ عن أبي سعيد الضّرير أنه قال في قول النخعي : حَكِّمِ اليَتيم كما تُحكِّمُ ولدك ؛ معناه حَكِّمْه في ماله ومِلْكِه إذا صلح كما تُحكِّمُ ولدك في مِلْكِه ، ولا يكون حَكَّمَ بمعنى أَحْكَمَ لأَنهما ضدان ؛
[1] قوله [ والمحكم بفتح الكاف الخ ] كذا في صحاح الجوهري ، وغلطه صاحب القاموس وصوب أنه بكسر الكاف كمحدث ، قال ابن الطيب محشيه : وجوز جماعة الوجهين وقالوا هو كالمجرب فإنه بالكسر الذي جرب الأَمور ، وبالفتح الذي جربته الحوادث ، وكذلك المحكم بالكسر حكم الحوادث وجربها وبالفتح حكمته وجربته ، فلا غلط . [2] قوله [ ليت المحكم الخ ] في التكملة ما نصه : يقول ليت أني والذي يأمرني بالحكمة يوم يكشف عني الباطل وأدع الصبا تحت التراب ، ونصب صوتكما لأَنه أراد عاذليّ كفّا صوتكما .
143
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 143