نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 141
صَبِيّاً ، أي علماً وفقهاً ، هذا لِيَحْيَى بن زَكَرِيَّا ؛ وكذلك قوله : الصَّمْتُ حُكْمٌ وقليلٌ فاعِلُه وفي الحديث : إنَّ من الشعر لحُكْماً أي إِن في الشعر كلاماً نافعاً يمنع من الجهل والسَّفَه ويَنهى عنهما ، قيل : أراد بها المواعظ والأَمثال التي ينتفع الناس بها . والحُكْمُ : العِلْمُ والفقه والقضاء بالعدل ، وهو مصدر حَكَمَ يَحْكُمُ ، ويروى : إن من الشعر لحِكْمَةً ، وهو بمعنى الحُكم ؛ ومنه الحديث : الخِلافةُ في قُرَيش والحُكْمُ في الأَنصار ؛ خَصَّهُم بالحُكْمِ لأَن أكثر فقهاء الصحابة فيهم ، منهم مُعاذُ ابن جَبَلٍ وأُبَيّ بن كَعْبٍ وزيد بن ثابت وغيرهم . قال الليث : بلغني أنه نهى أن يُسَمَّى الرجلُ حكِيماً [1] ، قال الأَزهري : وقد سَمَّى الناسُ حَكيماً وحَكَماً ، قال : وما علمتُ النَّهي عن التسمية بهما صَحيحاً . ابن الأَثير : وفي حديث أبي شُرَيْحٍ أنه كان يكنى أبا الحَكَمِ فقال له النبي ، صلى الله عليه وسلم : إن الله هو الحَكَمُ ، وكناه بأَبي شُرَيْحٍ ، وإنما كَرِه له ذلك لئلا يُشارِكَ الله في صفته ؛ وقد سَمّى الأَعشى القصيدة المُحْكمَةَ حَكِيمَةً فقال : وغَريبَةٍ ، تأْتي المُلوكَ ، حَكِيمَةٍ ، * قد قُلْتُها ليُقالَ : من ذا قالَها ؟ وفي الحديث في صفة القرآن : وهو الذِّكْرُ الحَكِيمُ أي الحاكِمُ لكم وعليكم ، أو هو المُحْكَمُ الذي لا اختلاف فيه ولا اضطراب ، فَعِيلٌ بمعنى مُفْعَلٍ ، أُحْكِمَ فهو مُحْكَمٌ . وفي حديث ابن عباس : قرأْت المُحْكَمَ على عَهْدِ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ؛ يريد المُفَصَّلَ من القرآن لأَنه لم يُنْسَخْ منه شيء ، وقيل : هو ما لم يكن متشابهاً لأَنه أُحْكِمَ بيانُه بنفسه ولم يفتقر إلى غيره ، والعرب تقول : حَكَمْتُ وأَحْكَمْتُ وحَكَّمْتُ بمعنى مَنَعْتُ ورددت ، ومن هذا قيل للحاكم بين الناس حاكِمٌ ، لأَنه يَمْنَعُ الظالم من الظلم . وروى المنذري عن أَبي طالب أنه قال في قولهم : حَكَمَ الله بيننا ؛ قال الأَصمعي : أصل الحكومة رد الرجل عن الظلم ، قال : ومنه سميت حَكَمَةُ اللجام لأَنها تَرُدُّ الدابة ؟ ومنه قول لبيد : أَحْكَمَ الجِنْثِيُّ من عَوْراتِها * كلَّ حِرْباءٍ ، إذا أُكْرِه صَلّ والجِنْثِيُّ : السيف ؛ المعنى : رَدَّ السيفُ عن عَوْراتِ الدِّرْعِ وهي فُرَجُها كلَّ حِرْباءٍ ، وقيل : المعنى أَحْرَزَ الجِنثيُّ وهو الزَّرَّادُ مساميرها ، ومعنى الإِحْكامِ حينئذ الإِحْرازُ . قال ابن سيده : الحُكْمُ القَضاء ، وجمعه أَحْكامٌ ، لا يكَسَّر على غير ذلك ، وقد حَكَمَ عليه بالأَمر يَحْكُمُ حُكْماً وحُكومةً وحكم بينهم كذلك . والحُكْمُ : مصدر قولك حَكَمَ بينهم يَحْكُمُ أي قضى ، وحَكَمَ له وحكم عليه . الأَزهري : الحُكْمُ القضاء بالعدل ؛ قال النابغة : واحْكمْ كحكْمِ فَتَاةِ الحَيِّ ، إذ نَظَرَتْ * إلى حَمامٍ سِراعٍ وارد الثَّمَدِ [2] وحكى يعقوب عن الرُّواةِ أن معنى هذا البيت :
[1] قوله [ أن يسمى الرجل حكيماً ] كذا بالأَصل ، والذي في عبارة الليث التي في التهذيب : حكماً بالتحريك . [2] قوله [ حمام سراع ] كذا هو في التهذيب بالسين المهملة وكذلك في نسخة قديمة من الصحاح ، وقال شارح الديوان : ويروى أيضاً شراع بالشين المعجمة أي مجتمعة .
141
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 141