responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 139


ورجل حُطَمٌ وحُطَمَةٌ إذا كان قليل الرحمة للماشية يَهْشِمُ بعضها ببعض .
وفي المَثَلِ : شَرُّ الرِّعاءِ الحُطَمَةُ [1] ؛ ابن الأَثير : هو العنيفُ برعاية الإِبل في السَّوْق والإِيراد والإِصْدارِ ، ويُلْقي بعضها على بعض ويَعْسِفُها ، ضَرَبَه مَثَلاً لِوالي السُّوءِ ، ويقال أَيضاً حُطَمٌ ، بلا هاء .
ومنه حديث عليّ ، رضي الله عنه : كانت قريش إذا رأَتْه في حَرْب قالت : احْذَرُوا الحُطَمَ ، احذروا القُطَمَ ومنه قول الحجاج في خطبته :
قد لَفّها الليلُ بسَوّاق حُطَم أي عَسُوف عنيفٍ .
والحُطَمَةُ : من أَبنية المبالغة وهو الذي يَكْثُرُ منه الحَطْمُ ، ومنه سميت النار الحُطَمَةَ لأَنها تَحْطِمُ كل شيء ؛ ومنه الحديث : رأَيت جهنم يَحْطِمُ بعضها بعضاً .
الأَزهري : الحُطَمةُ هو الراعي الذي لا يُمَكِّنُ رَعِيَّتَه من المراتع الخَصيبة ويقبضها ولا يَدَعُها تنتشر في المَرْعى ، وحُطَمٌ إذا كان عنيفاً كأنه يَحْطِمُها أي يكسرها إذا ساقها أو أسامها يَعْنُفُ بها ؛ وقال ابن بري في قوله :
قد لَفَّها الليلُ بسَوَّاق حُطَمْ هو للحُطَمِ القَيْسِيّ ، ويروى لأَبي زُغْبَة الخَزْرَجيّ يوم أُحُدٍ ؛ وفيها :
أنا أَبو زُغُبَةَ أَعْدو بالهَزَمْ ، * لن تُمْنَعَ المَخْزاةُ إلَّا بالأَلَمْ يَحْمِي الذِّمار خَزْرَجِيٌّ من جُشَمْ ، * قد لَفَّها الليلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ الهَزَمُ : من الاهتزام وهو شدة الصوت ، ويجوز أن يريد الهَزِيمة .
وقوله بسواق حطم أي رجل شديد السوق لها يَحْطِمُها لشدة سوقه ، وهذا مثل ، ولم يرد إبلاً يسوقها وإنما يريد أنه داهية متصرف ؛ قال : ويروى البيت لرُشَيْد بن رُمَيْضٍ العَنَزِيِّ من أَبيات :
باتوا نِياماً ، وابنُ هِنْدٍ لم يَنَمْ * بات يقاسيها غلام كالزَّلَمْ ، خَدَلَّجُ السَّاقَيْنِ خَفَّاقُ القَدَمْ ، * ليْسَ بِراعي إبِلٍ ولا غَنَمْ ، ولا بِجَزَّار على ظهر وَضَمْ ابن سيده : وانْحَطَمَ الناسُ عليه تزاحموا ؛ ومنه حديث سَوْدَةَ : إنها استأْذَنَتْ أن تدفع من مِنىً قبل حَطْمةِ الناس أي قبل أن يزدحموا ويَحْطِمَ بعضهم بعضاً .
وفي حديث توبة كعب بن مالك : إذَنْ يَحْطِمُكم الناسُ أي يدوسونكم ويزدحمون عليكم ، ومنه سمي حَطيمُ مكة ، وهو ما بين الركن والباب ، وقيل : هو الحِجْر المُخْرَجُ منها ، سمي به لأَن البيت رُفِع وترك هو مَحْطوماً ، وقيل : لأَن العرب كانت تطرح فيه ما طافت به من الثياب ، فبقي حتى حُطِمَ بطول الزمان ، فيكون فَعيلاً بمعنى فاعل .
وفي حديث الفتح : قال للعبَّاس احبس أَبا سُفْيانَ عند حَطْمِ الجَبَل ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاءت في كتاب أبي موسى ، وقال : حَطْمُ الجَبَل الموضع الذي حُطِمَ منه أي ثُلِمَ فَبقي منقطعاً ، قال : ويحتمل أن يريد عند مَضِيقِ الجَبَل حيث يَزْحَمُ بعضهم بعضاً ، قال : ورواه أَبو نصر الحميديّ في كتابه بالخاء المعجمة ، وفسرها في غريبه فقال :



[1] قوله [ وفي المثل شر الرعاء الحطمة ] كونه مثلاً لا ينافي كونه حديثاً وكم من الأحاديث الصحيحة عدت في الأَمثال النبوية ، قاله ابن الطيب محشي القاموس راداً به عليه وأقره الشارح .

139

نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست