أي مثل صوت حمار ، فيجيز ، إذن تعريفه ، مع كون الموصوف غير معرفة ، لان مثل : لا يتعرف بالإضافة ، وبني عليه أنه يجوز : هذا رجل أخو زيد على الوصف ، أي مثل أخي زيد ، ورد عليه سيبويه وقال : لو جاز هذا لجاز : هذا قصير الطويل ، أي مثل الطويل . وقال غير الخليل : هو جامد مؤول بالمشتق ، أي له صوت منكر ، كما تقول : مررت برجل أسد ، أي جرئ ، ومثله قليل ، كما يجئ في باب الوصف ، فإذا تعرف فهو عند هؤلاء : بدل لا غير . فإذا انتصب المصدر ، أعني نحو صوتا حسنا ، جاز أن يكون حالا ، على أحد التأويلين المذكورين في الوصف . وذو الحال : الضمير المستكن في " له " . وأما إذا لم يكن المصدر للتشبيه وجاء موصوفا نحو : فإذا له صوت صوت حسن ، فقال سيبويه [1] : يجب رفعه على أحد وجهين ، إما على أنه بدل من الأول ، أو وصف له ، وإنما حكم فيه بالبدل لا التوكيد اللفظي ، كما في جاء زيد زيد ، لان الثاني مع وصفه صار كاسم واحد يفيد ما لم يفده الأول ، ولو لم يكن معه الصفة ، لكان تأكيدا لا غير . ومن جعله وصفا ، مع أن معنى الوصف ليس فيه ، فلكونه مع وصفه كاسم واحد ، ألا ترى أنهم جعلوا الحال الموطئة حالا ، لان في وصفه معنى الحالية كما في قوله تعالى : " إنا أنزلناه قرانا عربيا " [2] . وهذا كما قال سيبويه في نحو : لا ماء ماء باردا : فان كررت فصار وصفا ، فأنت فيه بالخيار ، إن شئت نونت وإن شئت لم تنون ، جعل الثاني لكونه تكريرا للأول موصوفا
[1] كتاب سيبويه ج 1 - 182 . [2] الآية 2 من سورة يوسف .