دخول معنى يناسب الفعل عليها ، كمعنى النفي والاستفهام ، أو دخول ما لا بد من تقديرها فعلا بعده كاللام الموصولة ، وأما إن وظن ، فليسا من ذينك في ذينك في شئ ، بل هما يطلبان الاسمية ، فلا يصح تقديرها فعلا بعدهما . وأما العامل في المبتدأ ، فقال البصريون : هو الابتداء ، وفسروه بتجريد الاسم عن العوامل للاسناد إليه ، ويكون معنى الابتداء في المبتدأ الثاني [1] تجريد الاسم عن العوامل لاسناده إلى شئ . واعترض بأن التجريد أمر عدمي فلا يؤثر وأجيب بأن العوامل في كلام العرب علامات في الحقيقة لا مؤثرات والعدم المخصوص أعني عدم الشئ المعين يصح أن يكون علامة لشئ لخصوصيته . وفسر الجزولي الابتداء بجعل الاسم في صدر الكلام لفظا تحقيقا . أو تقديرا للاسناد إليه أو لاسناده [2] ، حتى يسلم من الاعتراض بأن التجريد أمر عدمي فلا يؤثر . ثم قال المتأخرون كالزمخشري والجزولي : هذا الابتداء هو العامل في الخبر أيضا ، لطلبه لهما على السواء . ونقل الأندلسي عن سيبويه أن العامل في الخبر هو المبتدأ ، ويحكي هذا عن أبي علي وأبي الفتح [3] . وقال الكسائي والفراء : هما يترافعان ، وقد قوينا هذا في حد العامل . وقال بعضهم : المبتدأ الأول يرتفع بإسناد الخبر إليه ، كما قال خلف في ارتفاع الفاعل ، وقال الكوفيون : المبتدأ الأول يرتفع بالضمير العائد من الخبر إليه ، لاشتراطهم الضمير في الخبر الجامد أيضا ، كما يجئ .
[1] أي النوع الثاني من نوعي المبتدأ كما تقدم . [2] ليشمل الوصف المكتفي بمرفوعه . [3] أي ابن جني وتقدم ذكره .