responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أدب الكاتب نویسنده : موهوب بن أحمد الجواليقي    جلد : 0  صفحه : 4


في الكتاب جهة انسانية متعيّنة فثمّ تأليف ولكن أين المؤلف ، وهذا كتاب ابن قتيبة ولكن أين ابن قتيبة فيه ؟
وما أخطأ المتقدمون في تسميتهم هذه الكتب أدبا فذلك هو رسم الأدب في عصرهم غير أنّ هذا الرسم قد انتقل في عصرنا نحن فانّا نحن المخطئون اليوم في هذه التسمية كما لو ذهبنا نسمي الجمل في البادية الا كسبريس والهودج عربة بولمان .
ومن هذا الخطأ في التسمية ظهر الأدب العربي لقصار النظر كأنّه تكرار عصر واحد على امتداد الزمن فان زاد المتأخر لم يأخذ الا من المتقدم وصارت هذه الكتب كأنها في جملتها قانون من قوانين الجنسية نافذ على الدهر لا ينبغي لعصر يأتي إلا أن يكون من جنس القرن الأول .
هذه الكتب من هذه الناحية كالخلّ يسمّى لك عسلا ثمّ تذوقه فلا يجني عليه عندك الا الاسم الذي زوّر له ، أما هو فكما هو في نفسه وفي فائدته وفي طبيعته وفي الحاجة إليه لا ينقص من ذلك ولا يتغير .
الحقيقة التي يعينها الوضع الصحيح أن تلك المؤلفات إنما وُضعت لتكون أدباً لا من معنى أدب الفكر وفنه وجماله وفلسفته بل من معنى أدب النّفس وتثقيفها وتربيتها وإقامتها فهي كتب تربية لغوية قائمة على أصول محكمة في هذا الباب حتى ما يقرؤها أعجميّ الاخرج منها عربياً أو في هوى العربية والميل إليها . ومن أجل ذلك بنيت على أوضاع تجعل القارئ المتبصر كأنما ويخرجه الكتاب تصفّحاً وقراءةً كما تخرّجه البادية سماعاً وتلقينا ، والقارئ في كل ذلك مستدرج إلى التعرّب في مدرجة مدرجة من هوى النفس ومحبتها فتصنع به تلك الفصول فيما دبّرت له مثلما تصنع كتب التربية في تكوين الخلق بالأساليب التي أديرت عليها والشواهد التي وضعت لها والمعالم النفسية التي فصّلت فيها .

مقدمة 4

نام کتاب : شرح أدب الكاتب نویسنده : موهوب بن أحمد الجواليقي    جلد : 0  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست