responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أدب الكاتب نویسنده : موهوب بن أحمد الجواليقي    جلد : 0  صفحه : 3


السبب أن أولئك الأدباء كلّهم ثم من يتشيّع لهم أو يأخذ برأيهم ليس منهم واحد ترى في أساسه الأدبي تلك الأصول العربية المحضة القائمة على دراسة اللغة وجمعها وتصنيفها وبيان عللها وتصاريفها ومطارح اللّسان فيها . والمتأدية بذلك إلى تمكين الأديب الناشئ من أسرار هذه اللغة وتطويعها له فيكون قيماً بها وتكون هي مستجيبة لقلمه جارية في طبيعته مسددةً في تصرّفه . حتى إذا نشأ بها واستحكم فيها أحسن العمل لها وزاد في مادّتها وأخذ لها من غيرها وكان خليقاً أن يمدّ فيها ويحسن العمل لها وزاد في مادّتها وأخذ لها من غيرها وكان خليقاً أن يمدّ فيها ويحسن الملاءمة بينها وبين الآداب الأخرى ويجعل ذلك نسجاً واحداً وبياناً بعضه من بعضه فينمو الأدب العربي في صنيعه كما تنمو الشجرةُ الحية تأخذ من كل ما حولها لعنصرها وطبيعتها وليس إلا عنصرها وطبيعتها حسب .
إنّ أدب الكاتب وشرحه هذا للإمام الجواليقي ( * ) وما صنّف من بابهما على طريقة الجمع من اللغة والخبر وشعر الشواهد والاستقصاء في ذلك والتبسّط في الوجوه والعلل النحوية والصرفية والامعان في التحقيق . كلّ ذلك عمل ينبغي أن يعرف على حقه في زمننا هذا فهو ليس أدباً كما يفهم من المعنى الفلسفي لهذه الكلمة بل هو أبعد الأشياء عن هذا المعنى فإنك لا تجد في كتاب من هذه الكتب الاّ التأليف الذي بين يديك ، أمّا المؤلف فلا تجده ولا تعرفه منها إلا كالكلمة المحبوسة في قاعدة . . . وكأنّه لم يكن فيه روح انسان بل روح مادّة مصمتة وكأنه لم ينشأ ليعمل في عصره بل ليعمل عصره فيه وكان ليس


( * ) الجواليق جمع شاذ لجوالق وقد نسب هذا الإمام إلى عمل الجوالق وبيعها وهذا الجمع ليس بينه وبين واحده إلا الحركة فالمفرد جوالق بضم الجيم والجمع بالفتح ومثله ألفاظ أحصوها كحلاحل وعدامل وخثارم وغيرها .

مقدمة 3

نام کتاب : شرح أدب الكاتب نویسنده : موهوب بن أحمد الجواليقي    جلد : 0  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست